توفيت بالمركز الاستشفائي الإقليمي بمدينة تطوان، ليلة أمس، الطفلة سلمى الياسيني، ضحية خطأ طبي جراء مضاعفات عانت منها خلال خضوعها لعملية جراحية لاستئصال اللوزتين بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بالمضيق، قبل 3 أشهر ونيف من الآن. فلاش باك لم يدر بخلد والد الطفلة سلمى أن خضوع ذات السنوات الثماني لعملية بسيطة، ذات صباح أربعاء من شهر دجنبر من العام الماضي، ستحول حياته إلى جحيم لا يطاق، وذلك بعدما ولجت الطفلة المركب الجراحي بمدينة المضيق، في حدود الساعة 11 صباحا، على قدميها للاستفادة من تدخل جراحي لا يتطلب إجراؤه أزيد من 20 دقيقة؛ وبينما كانا والدا سلمى ينتظران خروج ابنتهما من قاعات العمليات، كانت الصغيرة تصارع الموت بعدما توقف قلبها لدقائق، ليتمكن الطاقم الطبي من إعادته إلى الخفقان. لم يستطع والدا سلمى تكذيب إحساسهما بعدما تحولت العملية إلى كابوس مرعب؛ فمنذ النظرة الأولى فطنا إلى وجود شيء غير مألوف، فلم يكن للأم المكلومة خيار غير نقل الخبر "المفجع" إلى زوجها، الذي أجهش بالبكاء لهول ما اقتُرف في حق ابنته. دارت الدنيا بالأب وخارت قواه ولم يعد يعرف ما يقدم أو يؤخر، لاسيما أن الطفلة استيقظت صباح العملية الموعودة وكلها نشاط وحيوية كفراشة تحوم فوق حقول الورد، وكلها شوق للخروج من المركب الجراحي والعودة إلى حضن أبويها وفصول الدراسة مع زميلاتها بالقسم. وتناقلت مصادر محلية حينها أن الأبوين لاحظا عقب دخول ابنتيهما إلى قاعات العمليات، بدقائق معدودات، حركة غير عادية في صفوف الأطقم التمريضية ودخول وخروج عناصر من المشرفين على حالة الطفلة، لتبدأ المخاوف تتولد في نفسيهما. وأوضحت مصادر هسبريس أنه بعد جهد جهيد تمكن الطاقم الطبي والتمريضي من إنعاش قلب الصغيرة سلمى التي جرى نقلها، بعد حوالي 3 ساعات من دخولها المركب الجراحي بالمضيق، إلى مصلحة الإنعاش في حالة حرجة. وشددت المصادر ذاتها على أن الطفلة ظلت في غيبوبة بمصلحة الإنعاش بمستشفى سانية الرمل، حيث عانت من آثار جانبية ومضاعفات عقب تضرر جزء من دماغها بسبب نقص الأوكسجين بشكل أدى إلى فقدانها للسمع والحركة، لتتحول من طفلة نشيطة إلى جسد عليل وهزيل. وتحولت قضية الطفلة سلمى الياسيني إلى حديث القاصي والداني بعمالة المضيقالفنيدق، حيث توالت البيانات والأسئلة البرلمانية التي تطالب بإجراء بحث طبي لتفسير الأسباب التي كانت وراء تدهور حالة سلمى ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال والاستهتار الذي طالها، على اعتبار أن مثل هذه العمليات بسيطة وليست معقدة. كما أوضحت مصادر هسبريس أن الطفلة قضت زهاء 80 يوما بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بمدينة تطوان، وكانت حالتها الصحية تتدهور يوما بعد آخر، دون أن تتلقى أسرتها تقريرا مفصلا بخصوص العملية المشؤومة، إلى أن فارقت الحياة بعد حوالي 3 أشهر من المعاناة. وتطالب أسرة سلمى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والنيابة العامة المختصة بتطوان بفتح تحقيق في الواقعة، لكشف الأسباب والملابسات وتحديد المسؤوليات، حتى تستريح الطفلة في قبرها، ولا تكرر هذه المأساة وتكوى قلوب آباء آخرين.