لم يفوت الشيخ عبد الحميد أبو النعيم، الذي أثار جدلا واسعا بعد اتهامه شخصيات يسارية بالكفر، الفرصة تمر دون أن يرد على الناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، والباحث في الأديان، مصطفى بوهندي، عقب ما صرحا به في إحدى حلقات برنامج "مباشرة معكم" الذي بثته أخيرا القناة الثانية. وكان عصيد قد تطرق، في البرنامج التلفزي ذاته، إلى ما سماها ذهنية متعفنة ومتخلفة يتسم بها المجتمع المغربي، وبأن المغاربة لديهم أقنعة وتربوا على ثقافة النفاق"، فيما تحدث بوهندي عن "سلبيات" الأنبياء بالإشارة إلى الآية الكريمة "فوكزه موسى فقضى عليه"، معتبرا أن القرآن بين لنا أن مثل هذا العمل الإرهابي المتمثل في القتل لا يجب أن يكون". أبو النعيم، من خلال شريط فيديو بثه على اليوتوب وصفحته الرسمية على الفايسبوك، قال إن النفاق في الإسلام قسمان، النفاق في الاعتقاد، وهو أقبح من الكفر، ونفاق الأعمال مثل الكذب في الحديث وخيانة الأمانة، فيما النفاق في عرف الناس هو الاحتيال والخبث والمكر.. وخطاب الشيخ السلفي عصيدا بقوله "هل المغاربة منافقون، هل تعي ما تقوله"، قبل أن يؤكد بأن كل كتابات عصيد تتضمن خلطا عجيبا من الأحكام، مردفا "حكمك على المغاربة بالنفاق هو تكفير لجميع المغاربة" يورد أبو النعيم. واستغرب أبو النعيم من وصف عصيد للمغاربة المعروفين بالطيبوبة والكرم والبشاشة، بالنفاق والاعوجاج السلوكي، متابعا بأن "هذه النعوت تصدر من شخص يحارب الله ورسوله، ويهاجم أمراء الخير، ويصفهم بأقبح الأوصاف"، مشيرا إلى وصف عصيد للمولى إدريس الثاني بأنه "ابن غير شرعي". وبخصوص ما ورد على لسان مصطفى بوهندي، مدير مركز أديان للبحث والترجمة بالمحمدية، فقد نفى أبو النعيم تهمة الإرهاب عن النبي موسى عليه السلام، مبينا أن لفظة "وكزه" تعني أن موسى لا يريد قتل الرجل، لكن وقع القتل، كما أن موسى حينها لم يكن قد نُبئ، أي لم تأته النبوة بعد. وزاد الشيخ السلفي بأن الله يقول عن موسى أنه من أولي العزم من الرسل، بينما بوهندي يصف عمله بالإرهابي، مستطردا بأن إصدار مثل هذه الاتهامات والنعوت إنما هي نتاج "الحقد الدفين على أولي العزم من الرسل"، قبل أن يؤكد بأن الطعن في الأنبياء يعد كفرا، لكونه تكذيب بكلام الله تعالى". وتساءل المتحدث عن الفائدة الفكرية والحضارية من الطعن في الأنبياء، مضيفا أن "الجهلة الحاقدين الذين ينفذون أجندات صهيوينة وكنائسية يقولون الباطل لإفساد عقائد الناس"، ليخلص إلى أنه "من نكد الدنيا أن يقف في وجهك هؤلاء الصغار الذين لا علم لهم ولا فهم ولا دين، إنما يخدمون أهدافا استعمارية" على حد تعبير الشيخ أبو النعيم.