دوافع تبتدئ بشجارات لفظية تنتهي باستعمال السلاح تعرف ظاهرة عنف القاصرين تزايدا ملحوظا و مخيفا خلال السنوات الأخيرة. "" فلا يخفى أن القاصرين (ذكورا أو إناثا) الذين يشكلون مستقبل الأمة، أصبوا من بين أهم المتورطين في مختلف الجرائم كالسرقة والسطو ضمن عصابات متخصصة أو بشكل فردي ، والقتل المتعمد و الذي غالبا ما تكون دوافعه تافهة فقد يكون الجوع أو مايعرف بالتشرد في حالة السرقة لكن الدوافع الإجرامية غالبا ما تبتدئ بشجارات لفظية وخلافات تنتهي باستعمال السلاح الأبيض. أما الفتيات القاصرات فغالبا ما يقعن بين أيدي الدوريات الأمنية، بتهمة "الفساد والتحريض عليه بالشارع العام، وممارسة البغاء أو التشرد" . وتعزو المصالح الأمنية ارتفاع نسبة جرائم القاصرين إلى ظاهرة التشرد، التي تعتبرها أخطر الأسباب التي تؤدي بالأحداث إلى احتراف الإجرام، وكشف مصدر أمني مسؤول، أن أغلب القاصرين المحالين على مراكز الإصلاح والتهذيب، يعتقلون وسط الحدائق العمومية أو في الشوارع، مضيفة أنهم يتعرضون لجميع أنواع الإغراءات ولتأثيرات الوسط الذي يعيشون فيه، الذي غالبا ما ينتهي بهم المطاف إلى الجريمة أو الانحراف. وبلغة الأرقام يستطرد محدثنا أن الإحصائيات تسجل تزايد جرائم القاصرين، الذين يستغلون من طرف العصابات المنظمة. وضمن الجرائم المحالة على مصالح الأمن خلال السنة الماضية شكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18و 28عاما أغلب المتورطين ، ب755 متورطا منهم 125 تقل أعمارهم عن 18 عاما أما في سنة 2007 فقد أحالت فرقة الأحداث بولاية الأمن أنفا ، وحدها ، أزيد من 500 قاصر، على المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف ، بينهم 30 فتاة قاصرا. و تشير القضايا المحالة على المحاكم،أن تهم هؤلاء تتمحور حول الاتجار وحيازة المخدرات واستهلاكها، حيث تم ، خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير ونهاية دجنبر السنة الماضية بالدار البيضاء ، إحالة 3896 ملفا يتعلق بالمخدرات على المحاكم، قدم خلالها 205 أشخاص، ضمنهم 102 قاصرا.فضلا عن إحالة أزيد من ثلاثين قاصرا مشردا، يكونون عصابات تحترف السرقة، ويتصيدون الفرص للانقضاض على فرائسهم من النساء والفتيات أو غيرهم من الأطفال، وهي أكثر الحالات المسجلة ضمن إحصائيات فرقة الأحداث المذكورة. كما تبقى فئة القاصرين أيضا ضمن ضحايا القتل العمد، والتعدي الجنسي بشكل خاص . ومن جهتهم يجمع الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون انخراط القاصرين في عالم الإجرام إلى تزايد الضغوطات النفسية والاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع على السواء. [email protected]