فاز الشاعر المغربي عبداللطيف الوراري بجائزة الشارقة في النقد الأدبي لعام 2009 ، وذلك عن دراسته "تحوُّلات المعنى في الشعر العربي". "" وقال الوراري " إنّ هذا الفوز جاء في وقته، وإنّه دليل عافية على أنّ النقد الأدبي، ونقد الشعر تحديداً، له مستقبل في المغرب، بعد سنوات من غيابه، وشيوع ضروب من النقد الإخواني والصحافي المبتسر الذي كان يصيب فنوننا الأدبية في مقتل، بدلاً من أن يُغنيها ويضيئها" ، لافتاً إلى " ظهور جيل جديد من نُقّاد الشعر ذوي حساسية مختلفة في المنهج والرؤية". وحول موضوع الدراسة النقدية التي فازت بالجائزة الأولى أمام حضور سوري ومصري وعراقي طاغٍ, يقول الوراري " إنّ الدراسة تعلن عن نفسها بوصفها مُقْترحاً يتغيّا مقاربة المعنى في الشعر العربي الحديث، بناءً على التحوّلات التي زعزعت كثيراً من التصورات التي ترسخت في تاريخ تأمّل شعرنا، وتلقّيه أيضاً. وإذ نعي ذلك، تذهب المقاربة إلى الانشغال بما هو أساسي، عبر إبدال مكان وجْهتها في اجتراح الأدوات التي بها تتأمّل الموضوع وقضاياه النظريّة والنصية داخل فضاءٍ له تسمية الشعر باعتباره خطاباً خاصّاً وبالغَ النوعيّة من جهة، وباعْتِباره سؤال الثقافة العربية المسكون بالتّاريخ، الثقافة والحساسيات". وأضاف " إنّ الدراسة تتجاوب مع دراسات الشعرية الحديثة الّتي أعادت بناء موضوعها حول الشّعر، وجدّدت النّظر في قضاياه الفنية والدلالية والمعرفية من مثل البناء النصي ، واللغة الشعرية، والتناصّ، والذات، والإيقاع، وإنتاج الدلالة، والمتخيَّل الشعري، متجاوزة مأزق الدّراسات الوثوقيّة التي رهنت " الشّعري" ب "الأيديولوجي"، لكنّها تختلف عنها في تأويل موضوعها المزمع البحث فيه، تبعاً لإشكاليّة محددة لها شكل مسارها في الذّهاب الإياب بين النظرية والنص". وللإشارة يعتبر عبداللطيف الوراري واحداً من أهمّ شعراء الحساسية الجديدة، وضع تجربته الشعرية في خضم الأسئلة الجديدة التي يختبرها راهن الشعر المغربي في بدايات الألفية الثالثة. له ديوانان، الأول هو "لماذا أشْهَدْتِ عَليَّ وعْدَ السَّحاب؟"[دار أبي رقراق الرباط 2005]، والثاني هو"ما يُشْبه ناياً على آثارها" [فاز بجائزة الاستحقاق من جوائز ناجي نعمان الأدبية لبنان لعام 2007]. إلى جانب ذلك، ينشر الشاعر المغربي دراساته الأدبية المتنوعة في عدد من المنابر الثقافية العربية الرصينة [ القدس العربي، إيلاف، جهة الشعر، السفير الثقافي، العرب الأسبوعي، نزوى العمانية، عمان الأردنية، المساء المغربية، إلخ]. وهو يقيم الآن بمدينة أكادير حيث يعمل مدرّساً للغة العربية بإحدى ثانويّاتها التأهيلية، بعد تخرّجه من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط عام 1997.