وجدت الجزائر نفسها مضطرة لمنافسة المغرب في القارة الإفريقية باللجوء إلى تمويل مشاريع تنموية، في خطوة تروم استقطاب مجموعة من الدول. ويبدو أن الدعم المغربي لدول القارة الإفريقية، وآخره الهبة التي قدمها الملك محمد السادس المقدرة ب2000 طن من الأسمدة إلى رئيس جمهورية الغابون علي بونغو أونديمبا، جعل "جنرالات الجزائر" يلجؤون إلى تحويل مليارات الدولارات ل "تنمية إفريقيا". وفي الوقت الذي تعاني فيه الجزائر من أزمات اجتماعية، فإن "حقد الكابرانات" ورفضهم تشعب علاقات المملكة مع دول القارة التي بنتها على مدار سنوات، دفعهم إلى العمل على محاولة منافسة المغرب في "الديبلوماسية الناعمة" التي يقودها محمد السادس منذ توليه كرسي العرش. وقررت الجزائر ضخ مليار دولار من أجل تمويل مشاريع تنموية في إفريقيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الجزائرية، تحت يافطة "ارتباط الأمن والاستقرار في إفريقيا بالتنمية". واعتبر عبد الفتاح الفاتيحي، خبير في ملف الصحراء، أن الجزائر تحاول تقليد خطوات المغرب الناجحة في الدبلوماسية الناعمة، إلا أنها متخلفة عنه بالنظر إلى الحيثيات التي تكرس أصالة واستدامة المغرب في المشاريع الداعمة لأمن واستقرار إفريقيا. وقال الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الجزائر "ظلت تستغل هشاشة بعض الدول الإفريقية لتحقيق مكاسب جيو-سياسية على حساب شعوب إفريقيا"، مشيرا إلى أنه بالرغم من محاولتها اليوم تقليد النهج المغربي، "إلا أنها تفتقر إلى رؤية مستدامة، لأن هذه المبادرة لا تعدو أن تكون رشوة لشراء مواقف سياسية باتت شاذة أمام الرأي العام الدولي". وسجل الخبير في ملف شؤون الصحراء أن المغرب ينطلق في تعامله مع دول القارة من عقيدة حضارية تاريخية تجسدت في دور إمارة المؤمنين والزوايا المغربية نحو إفريقيا، وهو الأمر الذي جعل المغرب على رأس الدول المستثمرة في القارة. وتم الكشف عن هذه الخطوة الجزائرية في القمة ال36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا. ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، فإن الرئاسة "قررت ضخ مبلغ مليار دولار أميركي لصالح الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية لتمويل مشاريع تنموية في الدول الإفريقية، لا سيما منها تلك التي تكتسي طابعا اندماجيا أو تلك التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في القارة".