لم تمنع التساقطات الثلجية وموجة البرد القارس التي تجتاح إقليمأزيلال ممثلي السلطات المحلية وأعوانها والدرك الملكي وأفراد القوات المساعدة وأطقم مؤسسة محمد الخامس للتضامن من مواصلة تقديم المساعدات اللازمة لسكان العالم القروي بالإقليم. في هذا الإطار حطت، اليوم الأحد المؤسسة المذكورة، رحالها بكل من جماعات أيت بواولي وتلكيت وتبانت وأنركي الواقعة على ارتفاع يتراوح ما بين 1200 و1500 متر عن سطح البحر، بعدما قطعت مسافات مرهقة، كما هو الحال بجماعة أنركي التي استدعت من القافلة شد الرحال في الرابعة صباحا من مدينة أزيلال مرورا بواويزغت نحو الدواوير المستهدفة على مسافة تقدر بحوالي 140 كيلومترا. عن هذه المبادرة، قالت سعاد بولويز، رئيسة مشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، إن المؤسسة شرعت، منذ الخميس، في عملية إيصال المساعدات إلى سكان إقليمأزيلال، على غرار ثلاثة أقاليم أخرى معنية بعملية مواجهة البرد القارس، من أجل توزيع ما مجموعه 8 آلاف و700 رزمة لفائدة سكان المناطق الجبلية بهذا الإقليم الذي يشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة في هذا الوقت من السنة. وأبرزت بولويز أن مؤسسة محمد الخامس تعبأت، منذ صدور التعليمات الملكية، لتوفير الوسائل اللوجيستيكية والموارد البشرية من أجل تمكين الساكنة من هذه المساعدات وتسهيل الحصول والوصول إليها؛ وذلك في تنسيق تام ومحكم مع السلطات. وأفادت المتحدثة ذاتها، في تصريح ل جريدة هسبريس الإلكترونية، بأن الفُرق المتدخلة كانت تضطر، في بعض الأحيان، إلى الانتظار من أجل تدخل السلطات قصد فتح الطرق بسبب تساقط الثلوج في عدد من المناطق بالإقليم. وبشأن عمليات الأحد، أشارت بولويز إلى أن هذه المبادرة الإنسانية، التي تأتي تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، تبتغي إيصال المساعدات إلى 533 أسرة بجماعة أيت بواولي و290 بجماعة تبانت و270 بجماعة تلكيت و1009 أسر من 11 دوارا من جماعة أنركي الجبلية. وأضافت المسؤولة ذاتها أن هذه المبادرة، التي تجري بالتعاون الوثيق مع السلطات، استهدفت من قبل أزيد من 6 آلاف و195 أسرة، موزعة على 40 دوارا يقع على ارتفاع أكثر من ألفيْ متر فوق مستوى سطح البحر، فيما تستهدف بالإقليم حوالي 8 آلاف و700 أسرة تنحدر من 9 جماعات تمتاز بهيمنة المجال القروي والجبلي، والتي تضررت بشدة من انخفاض درجات الحرارة. وجرى في إطار هذه المبادرة التي انطلقت من جماعة أيت عباس بإقليمأزيلال توزيع ما مجموعه 403 رزم على الساكنة المستهدفة. كما تم توزيع 697 رزمة بدوار مركز الزاوية، و941 باسم السوق، وبدواوير آيت عبدي وزركان حيث استفاد من هذه العملية ما مجموعه 889 أسرة. ووصلت مساعدات هذه العملية، التي تعبأت لها أطقم بشرية وآليات لوجستية مهمة لإيصال رزم الأغذية الأساسية والأغطية إلى الساكنة المتضررة من قساوة المناخ، إلى ما مجموعه 3 آلاف و668 أسرة في دواوير آيت أومديس وآيت تامليل وتيفني. ووصفت فعاليات مدنية وحقوقية من أزيلال، في تصريحات متطابقة لهسبريس، هذه المبادرة السامية بالالتفاتة المولوية المباركة ''التي جاءت في الوقت المناسب لتخفف من عبء التساقطات الثلجية وموجة البرد القارس التي تجتاح الإقليم على الفئات الهشة والفقيرة بالعالم القروي. كما ثمنت موقف سلطات عمالة أزيلال ويقظة الدرك والقوات المساعدة ورؤساء القيادات والمجالس بمختلف الجماعات الترابية المستهدفة والمجتمع المدني وفرق التدخل التي تعبأت لإنجاح هذه البادرة الملكية التي أراد لها جلالته أن تصل فورا إلى الفئات المعوزة من دواوير وقرى العالم القروي. وكانت مؤسسة محمد الخامس للتضامن قد أطلقت هذه المبادرة الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات، لمواجهة موجة البرد القارس لصالح سكان المناطق الجبلية بالأطلسين الكبير والمتوسط. وقد استهدفت، في شطرها الأول الذي ينتهي اليوم الأحد، آلاف الأسر بأربعة أقاليم، هي ميدلت وخنيفرة وأزيلال والحوز؛ فيما يهمّ الشطر الثاني، الذي ينطلق الاثنين، خمسة أقاليم أخرى، هي شفشاون وتنغير والحسيمة وتازة وتاونات ومناطق أخرى.