هناك فيلم أمريكي شهير " ذهب مع الريح " سنة 1939 وهناك أغنية شهيرة " رياح التغيير " سنة 1989 وهناك حكومة عباس الفاسي انطلاقا من سنة 2008 التي فازت بأوسكار أسوأ حكومة استحقت أن نلقبها بحكومة " عبو الريح" فهنيئا لها بهذا التشريف .. "" فالوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بتحديث القطاعات العمومية محمد عبو الذي وافق على قرارعباس الفاسي باقتطاع الأجور للمضربين عن العمل أثناء الإضرابات الوطنية قام بعمل محمود ووطني يستحق عليه التنويه. هذا الوزير عبو ... الذي أراد ان يطبق قراره على الموظفين نسي فئة من "الموظفين" لم تتخذ أية إجراءات ضدهم منذ زمن بعيد، فهم نوام الأمة ونوابها وأعمدتها ، فهؤلاء النواب يضربون وقت ما يشاءون بمن فيهم الوزير الأول حتى يهرعوا بجلالبهم البيضاء وهي ترقص من الغبطة كلما حضر ملك المغرب في جمعتهم الإفتتاحية . هؤلاء النواب رغم غياباتهم الدائمة دون مبرر وهم يمثلون الأمة المغربية في أعلى مستوياتها السياسية غير مبالين بمثل تلك القرارات فهم محصنون ضدها بلقاح الغياب والرحيل بالمزاج " المشيش " (من الشيشة) حسب أهوائهم ومزاجيتهم التي لايعكرصفوها سوى قدوم انتخابات جديدة ولعبة جديدة تنضاف للألعاب السياسية المغربية ومقالبها التي يبقى ضحيتها الإنسان المغربي الفقير والمهمش. في قرار الوزير الأول ووزيره عبو من الريح والريح لدى المغاربة ما يتنفس به البطن من روائح كريهة ... و مصادقة الوزير الأول من اشراف العبابسة والعبسيين والمتعبسين ومن تولوا سلطة يفعلونها وقتما يشاءون ، ألم يكن ذاك الوزير هو صاحب غرق التيتانيك المغربي في قضية النجاة وهو نفسه من أقدم خمسة من المغاربة بالإنتحار احتجاجا عليه وهو نفسه من زور وقائع أحداث سيدي افني وهو الذي وصف الصحافة المغربية ب... هو إذن من يسن تلك القوانين وهو يبلغ من العمر عتيا . هو الشيخ ووزيره عبو هو المريد في ريح صفصف ، عاتية أراد أن يكمل بها مسلسلهما المشوق في حلقاتالنجاة وسيدي افني والأسعار ليكملها بفئة الموظفين المقهورين ليبتعدوا عن حق دستوري هو حق الإضراب تحسينا لظروفهم القاهرة دفاعا عن الحق في الحياة . " رياح التغيير " التي كنا نرجوها من حكومة عباس وعائلته ابتدأت أولا بالمقاطعة الشعبية والعريضة والتي كانت الدرس الأول لهذه الحكومة ان تجمع حقائبها أو أن تستعد للعمل ولكن توالي الأيام أبان أن ذاك الإنسان المغربي البسيط كانت قناعته راسخة أن الريح لاتعوي إلا ما مع الذئاب وأن الريح بكل ما تحمل في الحكومات المغربية تأتي إلا بوجوه ماكرة ومقنعة تجيد الرقص وتجيد البكاء وخطابات العويل المر والحزين . رياح التغيير التي كان ينشدها المواطن المقهور ، المغلوب، المستكين إلى أمر ربه في أن يرى ذات صباح حكومة أبي عباس الفاسي وعبوته الناسفة وأريحيتهما أن يهبوا لنجدة هذا المواطن بشيء يذكره التاريخ المغربي ، أدنى شيء بتخفيض الأسعار أو بقرار شجاع بتوظيف المعطلين من مئات السنيين لا هذا ولا ذاك سوى بسن رماح قوانين قاتلة في حق المضربين والمضربات والكيل بمكيلين بمكافأة البرلمانيين المغاربة كلما تغيبوا وكلما قدموا في مأدبة أو وليمة يتسابقون فيها عن مكرمة الملك وحمل قطع الحلوى من المزار البرلماني . هذه الريح العباسية أقل ما يقال عنها أنها ريح تسونامية ، عبسية ، عائلية تعوي في جب عميق هلكت الزرع والضرع وأضاعت ما تبقى من حلم المغاربة بيوم كريم وكرامة لاتداس. هذه الريح العباسية التي ملئت سيدي ايفني زعيقا واتهامات لصحفيي القناة الثانية أنهم غيروا بعضا من كلامه المقدس ليصبح رجل النجاة الغريق ، الغريق. أي أمة نحن من تسونامي بني عباس ؟ أي أمة نحن من حكومة عبو الريح وأريحيتها؟ وأي وطن هذا الذي ينتظر من رجل قذف بالسفينة المغربية في يم المتوسط ، ماأحلك نهارنا وأمهاتنا ينتظرن أملا باهيا وزرعا طافحا وربيعا أخضرا ووعودا تبخرت كلما مر رجل يدعى في الأدبيات المغربية ليذكرنا بأيام بني العباس وبطشهم وتعنتهم ومراوغتهم ويذكرنا أن تسونامي قاده بنفسه ليعم الخراب الديار والعباد وتلك من سنن حكومة عبو الريح وأيامها المريرة والأليمة . أه تذكرت القول المأثور: " لاخير في ود امرئ ... إذا مالت الريح يميل" ، فهي إذن حكومة عبوالفاسي بادو ومن تحث إبطه من راض ومن غلاب ومن ولاهما في قهر هذه البلاد الجريحة...