في يوم الجمعة 13 يناير 2023، وقف الجمهور الرياضي الواسع ينظر باستغراب واندهاش كبيرين كيف أن النظام العسكري الجزائري البئيس والحاقد لا يدع فرصة تمر دون أن يستغلها في اتجاه تفجير حقده وبغضه الشديدين على المغرب والإمعان في التحرش به، مسخرا لذلك كل ما يمتلك من أساليب الخسة والصفاقة؛ ففي سلوك يعبر عن أعلى مستويات السفالة والنذالة، لم يجد هذا النظام بدا من أن يجعل من افتتاح النسخة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان"، التي حظيت الجزائر بتنظيمها في الفترة الممتدة ما بين 13 يناير و4 فبراير 2023، يوما للتأكيد على عقيدة العداء الدائم للمغرب. إن حكام قصر المرادية من كابرانات العسكر الجزائري ارتفع لديهم منسوب البغض والكراهية مع الإنجاز الكروي التاريخي المشرف الذي حققه المنتخب الوطني المغربي الأول في نهائيات كأس العالم قطر 22، ولم يشف غليلهم حرمانهم للمنتخب الوطني للمحليين من المشاركة في هذه البطولة الكروية القارية، من خلال رفض فتح المجال الجوي أمام طائرة المنتخب وعدم الترخيص لها بالمرور المباشر من المغرب إلى الجزائر، فأبوا إلا أن يمنحوا الكلمة في حفل الافتتاح للمرتزق "شيف زوليفوليل"، حفيد الزعيم الثوري الراحل نيلسون مانديلا، لمهاجمة المغرب وربط اكتمال حرية إفريقيا باستقلال فلسطين من الكيان الصهيوني الإسرائيلي وكذلك جمهورية الصحراء "الغربية"، حيث قال: "دعونا لا ننسى آخر مستعمرة لا تزال في إفريقيا، دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم" أمام أنظار رئيسي "الكاف" و"الفيفا" باتريس موتسيبي وجياني إنفانتينيو وتحت تصفيقات آلاف الجماهير المدفوعة من قبل أزلام الرئيس الصوري عبد المجيد تبون وقائده كبير "كابرانات" العسكر العجوز السعيد شنقريحة. فأي ظلم أكبر وأخطر من ذلك الذي يمارسه الكابرانات على الشعب الجزائري الشقيق والمغرب؟ وهو الحدث الذي أدى بمجموعة من المعلقين إلى انتقاد ما اعتبروه استغلالا لافتتاح منافسة رياضية في التحريض ضد الوحدة الترابية للمغرب، وأثار حفيظة عديد النشطاء والكثير من ردود الفعل الساخطة على صفحات التواصل الاجتماعي المستنكرة والمنددة بمثل هذا الفعل الدنيء وغير المقبول أخلاقيا، متسائلة عن أي علاقة تربط بين افتتاح تظاهرة رياضية والنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية؟ ألم يكن من الأجدى بالمسمى "زوليفوليل" احترام لحظة الافتتاح للاحتفاء بذاكرة جده مانديلا الذي سمي الملعب باسمه، وكان من دعاة السلم في العالم، بدل الإساءة إليها واستثمار التوتر القائم بين البلدين الجارين لتغذية الحقد بين الشعبين الشقيقين والتحريض على الحرب ضد المغرب مقابل حفنة من الدولارات؟ وفي هذا الإطار سارعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى إصدار بيان تندد فيه العبارات العنصرية التي شهدها حفل افتتاح "الشان" بالجزائر، في حق الجماهير المغربية المعروفة بانضباطها والمعترف بتحضرها وأخلاقها النبيلة عالميا، وكذا الخطابات السخيفة والمناورات الدنيئة التي رافقت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، في كلمة خارج السياق يراد من خلالها تبرير مغالطات سياسية بعيدة كل البعد عن الشأن الكروي. رافضة بقوة ما اعتبرته خرقا سافرا للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ومعلنة في الوقت ذاته عن مراسلتها ل"الكاف" من أجل تحمل كامل مسؤولياته أمام هذه التجاوزات الخطيرة التي تضرب في العمق مبادئ وأخلاق كرة القدم. فمن السفالة البغيضة والمفرطة أن يتعمد "كابرانات الجزائر" نكاية بالمغرب والتمادي في استفزازه تحويل عرس كروي إفريقي إلى مناسبة لتصفية الحسابات الضيقة، بإفشاء غلهم والحض على القتال ضده، مما وضع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" في موقف حرج، وصار معه مطالبا باتخاذ قرارات صارمة في الموضوع، عبر تطبيق القانون وعدم التساهل مع الدولة الجزائرية التي أقدم بؤساء كابراناتها العسكريين على الخلط بين ما هو سياسي وما هو رياضي في واضحة النهار، ولا سيما أن تصريحات المرتزق الجنوب إفريقي "زوليفوليل" ساهمت في تهييج أعداد غفيرة من الجمهور الجزائري الحاضر التي أضحت بدورها كارهة للمغرب والمغاربة بفعل ما تشبعت به من أفكار سوداوية هدامة عن طريق الأبواق الإعلامية المأجورة، حيث إنها ظلت تهتف بعبارات مسيئة إلى المغرب وهي تلوح من على مدرجات ملعب "مانديلا" بأعلام الجمهورية الصحراوية الوهمية، صنيعة النظام العسكري الجزائري الفاشل. وفي انتظار فتح تحقيق موضوعي في واقعة التصريحات العدائية ضد المغرب التي صاحبت حفل افتتاح بطولة أمم إفريقيا للمحليين، وفق ما تم الإعلان عنه من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" الذي ينص نظامه الأساسي واللوائح الخاصة به ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على الابتعاد عن السياسة والبقاء على موقف الحياد في الأمور ذات الطبيعة السياسية، فإنه لا يسعنا إلا أن نندد من جديد بهذه الاستفزازات والتحرشات المتوالية التي يصر الكابرانات بقصر المرادية على الإمعان في القيام بها ضد المغرب، الذي لم ينفك عاهله المفدى محمد السادس يمد إليهم يده الكريمة من أجل طي صفحة خلافات الماضي، والانخراط في عهد جديد من أجل بناء المستقبل المشترك على أسس متينة وسليمة..