يستمر الترقب بشأن مشاركة المغرب في "شان" الجزائر من عدمها، خاصة بعد عجز النظام العسكري الجزائري عن الاستجابة لشروط المملكة بفتح خط جوي مباشر من الرباط إلى قسنطينة لنقل أفراد البعثة المغربية. واستمر النظام الجزائري في تجاهل شروط المملكة بخصوص قبول المشاركة في كأس إفريقيا للاعبين المحليين، حيث لم تتوصل جامعة كرة القدم المغربية بأي رد من "الكاف" بشأن النظر في الشروط التي وضعتها المملكة للمشاركة في هذه الدورة المقامة بالجزائر. وأوضح هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، أن مشاركة المغرب في "شان" الجزائر من عدمها هو "قرار سيادي ينبثق من قناعة المغرب بعدم توفر شروط المشاركة التي تتوافق ومبادئه السياسية التي وضعها في تدبير قطاع الرياضة". وأضاف معتضد، في تصريح لهسبريس، أن الجزائر أبانت إلى حدود الساعة عن عدم قدرتها على احترام دفتر تحملات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدم الاستجابة للشروط المغربية كدولة مشاركة ومنضوية تحت راية الاتحاد الإفريقي. واعتبر أن عجز الجزائر عن مسايرة انتظارات الفرق المشاركة في تظاهرة رياضية قارية سينعكس سلباً على كفاءتها في تنظيم تظاهرات أو أحداث رياضية أو غيرها. وأبرز أن "عدم قدرة الجزائر على الاستجابة لشروط الدول المشاركة، وتسييسها لتظاهرة رياضية قارية، يترجمان مرة أخرى تهاون القيادة الجزائرية في الانخراط الجدي والمسؤول للدفع قدما بالتنمية الرياضية، وتنظيم أحداث قارية في مستوى تطلعات الشعوب الإفريقية". واستطرد الخبير في العلاقات الدولية قائلا: "هذا التهاون والفشل التنظيمي يبرهنان مرة أخرى مدى الانطواء الفكري والتقوقع السياسي الذي يسيطر على رؤية القيادة الجزائرية للتظاهرات القارية". ووقف المحلل ذاته عند اختيار تسييس التظاهرات الرياضية من طرف قصر المرادية والنظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أنه لا يسيء فقط إلى صورة الجزائر، بل يضع التنظيم القاري للأحداث على المحك، ويبعث بصورة إفريقية رديئة إلى العالم حول قدرة إفريقيا والأفارقة على تنظيم تظاهرات رياضية أو غيرها. لذلك فإن قيادة الجزائر، يضيف معتضد، لم تسئ فقط إلى الشعب الجزائري والجزائر كدولة، ولكن أيضا إلى إفريقيا وكافة شعوبها. ورغم التطورات التي تعيشها القارة الأفريقية على مستوى تنظيم الأحداث في العديد من القطاعات، يتابع الخبير ذاته، هناك من لا يزال يسيس التظاهرات القارية ولو على حساب المستقبل التنموي للقارة وتطلعات شعوبها الراغبة في مواصلة تحقيق الأهداف المشتركة، والرفع من التنافسية بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة وشخصنة التظاهرات والأحداث القارية.