خرج الراسبون في الامتحان الكتابي لنيل أهلية مزاولة مهنة المحاماة في عدد من المدن المغربية، موازاة مع إجراء مباراة المنتدبين القضائيين. وتصدرت مطالب إعفاء وزير العدل من منصبه وإلغاء نتائج الامتحان وفتح تحقيق في الموضوع مطالب المحتجين. في العاصمة الرباط، التي شهدت وقفة أمام البرلمان بداية الأسبوع الماضي، لم يشهد مركز امتحان المنتدبين القضائيين أي شكل احتجاجي من طرف الراسبين، وفي مدينة الدارالبيضاء منعت السلطات المحتجين من خوض شكلهم الاحتجاجي، بينما لم تمنع السلطات الوقفات في مدن أخرى كأكادير وطنجة. ووحّد مطلب إقالة وهبي المشاركين في الوقفات الاحتجاجية، حيث وضعوا ذلك على قائمة مطالبهم، يليه إلغاء نتائج الامتحان الكتابي وإعادته، قبل إجراء الامتحان الشفوي، الذي حددت وزارة العدل موعد إجرائه في شهر مارس المقبل. ونُظمت الوقفات الاحتجاجية، التي دعا إليها خريجو كليات الحقوق الراسبون في الامتحان الكتابي لنيل شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، تحت شعار "لا للتلاعب بمصير أبناء الشعب". وأوضحت الجهة الداعية للاحتجاج أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل على ما شهده امتحان المحاماة من "خروقات قانونية وتنظيمية وتقنية، إضافة إلى اعتماد الزبونية والمحسوبية والتلاعب الذي طال النتائج"، إضافة إلى "التصريحات المستفزة لأبناء الشعب من طرف وزير العدل". وانتقد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التصريحات التي قال فيها وهبي إن ابنه نجح في امتحان نيل شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة "لأنه درس في كندا ولديه إجازتان وبّاه لباس عليه كيخلص عليه"، معبّرين عن رفضهم لما سموه "منطق بّاك صاحبي". وقال أحد المحتجين في وقفة احتجاجية أمام جامعة ابن زهر بأكادير: "لا يُعقل أن يدرس (يقصد ابن وهبي) في كندا، ويجي يدوّز معانا الامتحان، إذا كان متمكنا فعليه أن يكون محاميا في كندا، ولكنه جاء إلى المغرب حيت كندا فيها المعقول". وسبق لوزير العدل أن قدم اعتذارا عن التصريح الذي أدلى به بخصوص دراسة ابنه في كندا، وقال إن الكلام الصادر عنه تم بسبب استفزازه بسؤال عن كيفية نجاح ابنه في امتحان المحاماة. الانتقادات نفسها رددها الراسبون في الوقفة التي منعتها السلطات الأمنية بالدارالبيضاء، مطالبين بإعفاء وزير العدل من منصبه وإعادة الامتحان. وفي طنجة انتقد المحتجون وزير العدل، ورئيس جميع هيئات المحامين بالمغرب، واصفين النتائج التي تمخض عنها الامتحان، الذي نعتوه ب"المهزلة"، ب"التشغيل الطبقي".