بعدما أكد الأمر في خروج إعلامي سابق على جريدة هسبريس الإلكترونية، جدد "اليوتوبر" المغربي أنور الدحماني، الملقب ب"نور زينو"، المقيم بالديار الإسبانية، القول إن خرجاته على مواقع التواصل الاجتماعي "كانت بتوجيه من أشخاص يعادون المملكة، استغلوا وضعه الاجتماعي كلاجئ وضعف إلمامه بالسياسة لضرب مؤسسات الدولة وتصفية حساباتهم معها". واستعرض الدحماني، في ندوة صحافية احتضنها أحد فنادق الرباط، مساء الأربعاء، ما قال إنها "دلائل واضحة بالصوت أو مكتوبة تفضح تحريضه وتجييشه من طرف نقيب المحامين المعتقل محمد زيان، والضابطة السابقة في الأمن الوطني وهيبة خرشش، والإرهابي محمد حاجب، ودنيا الفيلالي"، مؤكدا أنه "كان ضحية توجيه من طرفهم بإعداد فيديوهات ونشرها، يكون محورها الأساس اتهام المؤسسات بالفساد واستهداف مسؤولين بعينهم والتحريض ضدهم". "هؤلاء الأربعة الذين ذكرتُهم هم على تواصل دائم في ما بينهم رغم بعدهم الجغرافي، كما توحّدهم أهداف خبيثة ضد الوطن ومسؤوليه الشرفاء الذين يحفظون أمنه"، يسجل المتحدث في حديثه لوسائل الإعلام، مضيفاً: "إنهم يأكلون الشوك بفمي؛ كما يقول المثل الدارج، إلا أن تهديداتهم لا تخيفني". وزاد "نور زينو"، الذي كان مرفوقاً بمحاميه عبد الفتاح زهراش، الذي وكّله للدفاع عنه في هذه القضية: "طالما توصلت بتهديدات من طرفهم، لاسيما من طرف وهيبة، مفادها أنني إذا فكرت في الدخول إلى المغرب فإنه سيُقبض عليّ، محاولين إيهامي بأني مبحوث عني من طرف السلطات وقد أُسْجَن لمدة 15 سنة"؛ قبل أن يستدرك في نبرة مؤثرة عاطفيا: "ها أنا عدتُ لبلادي دون أذى يُذكر، وقررتُ الخروج معكم إعلاميا كي يعرف الرأي العام حقيقة ما يقع"، شاكرا "كل من ساهم في دخوله إلى المغرب بعد غياب دام 7 سنوات". وأوضح المتحدث أن قراره الخروج عن صمته، لفضح "ممارسات تدخل ضمن الاستغلال والتجنيد وشحنه بكل الوسائل الممكنة لبلوغ أهداف لم تعد خافية على أحد، تتمثل في تشويه صورة مؤسسات الدولة المغربية مع التركيز على مسؤولين سامين بعينهم"، لم يكن بإيعاز من أي كان، بل هو اختيار "أمْلته علي مبادئي التي علمتني عدم السكوت، لاسيما بعد انكشاف حقيقتهم ونواياهم". الدحماني أورد، ضمن حديثه في اللقاء الصحافي ذاته، ما اعتبرها "دلائل وإثباتات لا يطالها الشك على تحويلات مالية توصّل بها من طرف المعنيين الذين حرّضوه على الخوض أيضا في قضية الصحافي سليمان الريسوني"، ضاربا مثالا على ذلك ب"محاولة إقناعه المستمرة بالتوصل بمبلغ مالي 1000 أورو من أجل شراء هاتف وتصوير فيديوهات وبثها قصد التضامن مع اعتقال زيان". "أنا جئت للمغرب لكي أقول كلمة حق"، يتابع الدحماني، مشددا على أنه "لا يطبّل لأحد"، ومجددا اعتذاره الصريح من الأشخاص والمؤسسات التي كانت فيديوهاته قد طالتها؛ قبل أن ينهار في لحظات تأثر جعلته يجدد امتنانه للوطن ومسؤوليه على مجهوداتهم المقدّرة. وحظيت الضابطة السابقة بالأمن الوطني وهيبة خرشش بقسط وافر من حديث الدحماني خلال لقائه مع وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه يعرف طريقة وصولها إلى إسبانيا "قبل أن تقصد أمريكا هرباً من المتابعة لأنها أفشت أسرارا مهنية رغم أدائها اليمين"؛ كما كشف أن وهيبة تواصلت معه أثناء تواجده بالمغرب قبل أيام فقط من أجل تحريضه على "وضع شكاية بالمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي في إسبانيا". وجدد الدحماني، في معرض حديثه أمام وسائل الإعلام الوطنية وممثليها، اعترافه ب"الندم الشديد على ما كان يقوله ويصدر عنه من فيديوهات في يوتيوب"، معتذرا بالقول: "انتقدت المؤسسات بحسن نية دون علم بالخلفيات الحقيقية لمن كانوا يقدمون لي المعطيات"، وزاد: "عازم على متابعتهم ونيل حقي أمام السلطات القضائية المختصة، سواء في إسبانيا أو بالمغرب، مع تقديم كل الدلائل الملموسة عما عانيته منهم". من جانبه، أوضح عبد الفتاح زهراش، محامي الدحماني، أن موكِّله "كان في البداية على تواصل معه في قضية أخرى لا علاقة لها بهذا"، مضيفا أنه انتدبه للدفاع عنه أمام القضاء المغربي ضد أشخاص استغلوه لتصفية حسابات لهم مع الدولة، بينما "كان بإمكانهم اللجوء إلى مساطر إدارية أو قضائية بالمغرب". وأكد زهراش "سلوك المساطر القضائية المكفولة قانونيا بتهم تتوزع بين الاستغلال والاستدراج والتوظيف، فضلا عن تحقير أحكام قضائية"، موضحا أن "الهدف هو الدفاع عن مصالح نور زينو وضمان التمتع بحقوقه بعيدا عن ميولاته الجنسية التي تظل محترَمة من منطلق الحريات الفردية"، وختم: "سنعقد لقاءات صحافية لاحقة لمتابعة تطورات القضية وإطلاع الرأي العام على جديدها". يذكر أن الدحماني أكد، في حوار مصور سابق مع هسبريس، أن خرجته الإعلامية لم تكن بإيعاز من أي أحد، بل دافعها هو حب الوطن، مؤكدا أن لجوءه إلى إسبانيا كان بسبب ميولاته الجنسية، وليس لسبب سياسي أو ضد البلد، ومشددا على أن خروجه اليوم هدفه وقف استهداف المغرب، وزاد: "يجب أن يتوقف هذا، لأنني متأكد أن سيبحثون عن ضحية جديدة بعد الانتهاء من استغلالي".