وجه عدد من البرلمانيين انتقادات حادة إلى شركة الخطوط الملكية المغربية، على خلفية إلغائها 7 رحلات جوية كانت مبرمجة للتوجه إلى قطر الأسبوع الماضي، وخصصت لتنقل الجمهور المغربي لمساندة المنتخب الوطني في مباراته أمام نظيره الفرنسي، الأربعاء المنصرم. جاء ذلك، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، بحضور وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل. ورغم أن الأسئلة الموجهة إلى وزير النقل كانت حول تعزيز النقل الجوي الداخلي، إلا أن عددا من البرلمانيين انتقدوا بشدة إلغاء الشركة الرحلات التي كانت مبرمجة للتوجه إلى قطر، بعدما تبين أنها لم توفر تذاكر للمسافرين من أجل ولوج ملعب المباراة، وسط حديث عن وقوع تلاعب في عملية توزيع هذه التذاكر. في هذا الصدد قال عبد الرحيم بوعزة، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، إن "شركة الخطوط الملكية المغربية تخلف الموعد كل مرة"، وأضاف: "هذا الشهر كان على موعد مع حدث عالمي يتمثل في مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم، لكن هذه الشركة كرست الأزمة، ولا تريد وقف الفضائح التي تعيشها". وتابع النائب البرلماني: "اليوم لا ننتقد المؤسسات العمومية لتبخيسها، وإنما ننتقدها لتحسين جودة الخدمات"، معتبرا أن "لارام" تشتغل بعيدا عن منطق دستور 2011، ومتهما إياها ب"الفساد". وأردف النائب البرلماني ذاته: "اليوم تعيش هذه الشركة فسادا، ولا أدل على ذلك ما وقع في تذاكر المونديال"، مشيرا في هذا الإطار إلى أن "عملية توزيع التذاكر شابتها المحسوبية والزبونية". كما استغل نواب آخرون الفرصة للتعبير عن امتعاضهم من أداء الشركة وإعلانها إلغاء رحلات المونديال بعد أزمة التذاكر. وكانت شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) قد أعلنت في بلاغ لها أن قرار إلغاء عدد من الرحلات الجوية المبرمجة إلى الدوحة اتخذ من قبل السلطات القطرية. وأوضحت الشركة المغربية أنها ستعيد ثمن التذاكر المقتناة إلى زبائنها في أقرب الآجال، داعية الجمهور المغربي المعني بهذه الرحلات الجوية إلى عدم التوجه إلى المطار بعد إلغاء هذه الرحلات. من جهته، كشف محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، أن "شركة الخطوط الملكية المغربية أمنت رحلات استثنائية مكنت من نقل 20 ألف مواطن إلى قطر للمشاركة في تشجيع المنتخب الوطني". وأقر وزير النقل واللوجيستيك بأن هذه العملية واجهتها صعوبات، لكنه أكد أن الشركة تعاملت معها بمهنية، مشيرا إلى أن إلغاء الرحلات يعود إلى السلطات القطرية. من جهة أخرى، أكد محمد عبد الجليل أن وزارة النقل واللوجيستيك تعمل على تعزيز الربط الجوي الداخلي عبر إبرام عدة اتفاقيات شراكة، تجمع وزارات الداخلية والنقل والمالية وبعض مجالس الجهات وشركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية، وذلك بهدف دعم تمويل الخطوط الجوية الداخلية. وكشف المسؤول الحكومي ذاته أن هذه الاتفاقيات مكنت من ربط المطارات الوطنية، خاصة مع القطب الدولي مطار محمد الخامس، الذي يعتبر مركزا لشركة الخطوط الملكية المغربية، لافتا إلى أن هذه المبادرات المالية ساهمت في تطوير النقل الجوي الداخلي، حيث تضاعف عدد المسافرين من 1.50 مليون مسافر سنة 2013 إلى 3 ملايين سنة 2019. وكشف عبد الجليل أن النقل الداخلي عرف تراجعا ملموسا بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، إذ سجل انخفاضا بنسبة 62 في المائة سنة 2020 و47 في المائة سنة 2021 مقارنة مع سنة 2019. ومنذ استئناف حركة النقل الجوي وطنيا ودوليا خلال فبراير الماضي عرفت الرحلات الداخلية انتعاشا ملحوظا، بحسب وزير النقل واللوجيستيك، إذ تم نقل 1.8 ملايين مسافر عبر 300 رحلة أسبوعية، وذلك إلى حدود شهر أكتوبر الماضي.