أجمعت الفرق النيابية بمجلس النواب على الإشادة والتنويه بالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر 2022، بعد وصوله إلى نصف النهائي، وذلك في بداية جلسة الأسئلة الشفهية اليوم الإثنين، حيث خصص المجلس حيزا مهما للحديث عن إنجاز "أسود الأطلس". في هذا الصدد قال محمد غياث، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار: "إن المنتخب الوطني تكفل بالدفاع عن صورة المغاربة والعرب والأفارقة على الميدان"، معتبرا أننا "اليوم مجمعون على أن آثار المونديال تجاوزت رقعة ملعب كرة القدم". ونوه غياث إلى أن "هذا الإنجاز كان فرصة لإبراز مجموعة من القيم المغربية، كقيم الأسرة ومكانة الأم في الأسرة المغربية"، معتبرا أن ذلك "يعد فرصة لإعادة النظر في مدونة الأسرة، وهو مطلب ملكي وشعبي كذلك". ودعا النائب ذاته إلى ضرورة إيلاء أهمية خاصة لمغاربة العالم، مشيرا في هذا الإطار إلى التضحيات التي أبان عنها أبناء الجالية المغربية في هذا المحفل العالمي، وأضاف: "لن أنسى 'النية' التي دخلت للقاموس الرياضي بفضل مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي"، مناديا بإدخالها للقاموس السياسي، ومعتبرا أن "النية" ليست ضعفا، "بل كفاءة وربما طريقة أخرى لممارسة السياسة ببلادنا". بدوره، أشاد خليفة مجيدي، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، ب"الالتفاف الجماهيري المغربي والعربي والإفريقي، وما خلفه من أًصداء رائعة ومبهجة"، وأضاف: "هذا الإنجاز الذي رأى فيه الآخرون إعجازا زادنا افتخارا بهويتنا واعتزازا بوطنيتنا، إذ لقن أسودنا العالم دروسا في أهمية العمل الجاد وفي الإيمان بالروح الجماعية والتماسك الأسرى والعائلي المتمثل في حب الوالدين والبر بهما بغاية استلهام أسرار النجاح والتوفيق"، وتابع: "إنه ببساطة التشبث بالأصالة و'تمغربيت' الحرة في أصالتها وطبيعتها". من جانبه، اعتبر نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، أن "ملحمة قطر التاريخية كانت حبلى بالدروس"، مشيرا في هذا الصدد إلى صور تكريم اللاعبين لأمهاتهم أمام أنظار العالم، "التي لم تكن أبدا صدفة، بل تعبيرا صادقا عن القيم الأخلاقية العظيمة لأمتنا وشهادة معبرة عن مكانة الأسرة والأم والأب في تقاليدنا الراسخة". وأضاف مضيان: "يجب أن نحافظ على هذه القيم ونعززها، فقد كانت بحق تكريما عالميا لكل الأمهات والآباء الذين أنجبوا هؤلاء الأبطال وغيرهم كثر". بدوره، اعتبر عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، أن ما حققه المنتخب المغربي يعتبر إنجازا غير مسبوق. واعتبر شهيد أن "التخطيط والعمل الجماعي الهادئ يحقق المبتغى"، داعيا إلى "العمل استرجاع أمجاد المغرب في رياضات أخرى، كالتنس وألعاب القوى والفروسية". كما أشاد رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، بإنجاز المنتخب المغربي، قائلا: "إن أسود الأطلس رفعوا رؤوسنا عاليا، وشرفوا الكرة المغربية أحسن تشريف، ومثلوا الرياضة الوطنية أفضل تمثيل، وجعلوا العلم المغربي يخفق عاليا في محفل عالمي يتابعه الملايين من الناس". أما عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، فأشاد بالقيم التي عبر عنها اللاعبون المغاربة، "خاصة بر الوالدين والسجود لله في الملعب والتضامن مع فلسطين".