أشادت شخصيات عربية وأوروبية بالنموذج المغربي في تدبير التجربة الديمقراطية خلال العقد الأخير، لافتة إلى تقدم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالمملكة بوتيرة ملحوظة بالمقارنة مع دول شمال إفريقيا وبقية المناطق الإفريقية. في هذا الصدد، قال باولو بورتاس، وزير الخارجية البرتغالي السابق، إن "المغرب يتوفر على قيادة رائعة يجسدها الملك محمد السادس الذي نجح في القيام بإصلاحات هيكلية عديدة"، موردا أن "المغرب أثبت للأمم المتحدة أن الثورات والحروب ليست الحل الوحيد لإقامة الديمقراطية". وأضاف بورتاس، في تصريح خاص بجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش انعقاد النسخة الحادية عشرة من "الحوارات الأطلسية" التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بمراكش، أن "المغرب أفلح في تدبير الانتفاضات الجماهيرية لإقرار سياسات ديمقراطية". وواصل بأن "المملكة المغربية سوّقت للعالم نموذجا فريدا من حيث تعزيز التعايش المشترك بين الحضارات والديانات والشعوب؛ وهو ما وقف عنده إعلان فاس لمنتدى تحالف الحضارات، الذي يعد مرجعا أساسيا للمنتظم الدولي في تدعيم الحوار العالمي". بدوره، أكد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أن "المغرب يسير في الطريق الصحيح نحو المستقبل، على غرار بلدان شمال إفريقيا"، معتبرا أن "دول العالم العربي وشمال إفريقيا واعية بأهمية إعادة البناء الديمقراطي في العقد المقبل". وأورد موسى، في الجلسة التي تطرقت إلى العلاقة الكائنة والممكنة بين قوة الشارع والديمقراطية، أن "دول شمال إفريقيا تنتمي إلى القارة الإفريقية والعالم العربي والحوض الأبيض المتوسط؛ ما يتطلب ضرورة التعاون والتنسيق في إطار موحد لصالح مجتمعات المنطقة". وأردف بأن "الشارع ليس مقياسا للديمقراطية في بعض الحالات"، وزاد شارحا: "صحيح الشارع في معناه السليم يعني التعبير عن كل المكنونات الداخلية بكل حرية؛ لكن لا ينبغي أن تتحول إلى أحداث عنيفة تستغلها بعض القوى لإحداث تغييرات داخلية ببعض البلدان على وجه التحديد". لورا بورنوز، أستاذة في كلية الحقوق بجامعة تشيلي، أكدت أن "المنصات الاجتماعية أصبحت وسيلة جديدة للشباب العالمي قصد الانتفاض على صانعي القرار السياسي؛ ما جعلها أداة أساسية لإحقاق الديمقراطية"، لافتة إلى "أن البعض يستغلها لبث الأخبار الكاذبة والزائفة". وسجلت الباحثة الجامعية أن "التضليل الإعلامي أضحى شكلا من أشكال تدبير الحكم، في ظل انتشار مقولات وأفكار اليمين المتطرف ببعض البلدان"، خالصة إلى أن "انتشار اليمين المتشدد مرده إلى فشل الحكومات في إشراك الشباب في آليات اتخاذ القرار؛ ما يحول دون تجديد النخب السياسية".