كشفت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مصدر الرائحة الكريهة التي أصبحت تقض مضجع ساكنة مدينة الدارالبيضاء. وأوضحت ليلى بنعلي، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس المستشارين، بحسب تقرير نشرته اللجنة، أن هذه الرائحة ناتجة عن تسرب عصارة النفايات من الحوض المخصص لها وتجمعها بجانبه بسبب غياب الفرز. وأشارت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة إلى أن مطرح الدارالبيضاء لا يتوفر على المعايير المتعارف عليها، مضيفة أن هذا الوضع له ارتباط وثيق بمشكل الحكامة. وكانت هسبريس تطرقت في مقال سابق إلى إشكالية الرائحة الكريهة بالدارالبيضاء، خصوصا في الفترة الليلية. وعبر الكثير من سكان الدارالبيضاء عن تذمرهم من هذه الروائح التي تقتحم منازلهم ليلا، وتجعلهم غير قادرين على النوم، لاسيما الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية. كما لجأ العديد من البيضاويين إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم وتذمرهم من عدم تحرك المجلس الجماعي من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة. وتأتي تصريحات وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة مناقضة لتصريحات مجلس مدينة الدارالبيضاء، الذي ظل ينكر وجود علاقة بين الروائح الكريهة التي يعاني منها البيضاويون ومطرح المدينة. وكانت نبيلة الرميلي، عمدة الدارالبيضاء، زارت المطرح العمومي لمعاينة الوضع والوقوف على ما يجري به. وكان مولاي أحمد أفيلال، نائب العمدة المكلف بقطاع النظافة، أكد في تصريح لهسبريس أن التحرك للمطرح كان بغاية الوقوف على ما إن كانت الروائح تنبعث منه وتصل إلى الدارالبيضاء، مشيرا إلى أنه "تبين خلال هذه الزيارة أن الوضع عادي، وألا وجود لروائح كما يتم تداوله"، لكن تصريحات وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة جاءت مناقضة لهذا التصريح. واعتبر المسؤول الجماعي أن هناك رائحة، لكنها لا يمكن أن تصل إلى مدينة الدارالبيضاء؛ وحتى الشركة الخاصة التي تقوم بقياس جودة الهواء أكدت نتائجها الأولى أن الرائحة تخص النفايات، لكنها لا يمكن أن تصل إلى قلب الدارالبيضاء. وأضاف مولاي أحمد أفيلال: "لو كان هناك مشكل وكانت الرائحة صادرة من المطرح ستكون لنا الجرأة لقول ذلك؛ لكن، كما عاينتم، نحن لا نقوم بحرق النفايات حتى تصل روائحها إلى المدينة".