التألق الكروي الشعبي، الذي أحرزه المغرب في المونديال في قطر، ينبغي في اعتقادي استثماره في بناء مغرب جديد في عمقه الوطني والمغاربي والعربي والإفريقي والدولي لا مكان له في قاموس الجمود والانتظارية؛ مغرب عماده الجرأة والكرامة والإنجاز والثقة في المستقبل وفي الكفاءات والقدرات الوطنية بمؤشرات ومواصفات عالية في طريقة العمل والتفكير الجماعي والممارسات الفضلى لدى الحكومة والبرلمان والحزب والمجتمع المدني والنخب ومؤسسات الحكامة. الواقع، بفعل الانتصارات الكبرى والباهرة التي حققها أبناء الشعب المغربي دوليا، لم تبق المؤسسات الحكومية ما قبل المونديال تستجيب لسقف التطلعات والزخم الشعبي الذي ولدته الكرة الساحرة في العقول والوجدان والآمال ولم تبق قادرة على مواكبة واستيعاب سعة الأحلام الكبرى والخيال الشاسع لدى الشباب. لذلك، لكي لا يقال "سحابة صيف عن قريب تنقشع" ينبغي: 1 استثمار الحماس الشعبي والشبابي قبل أن يخبو في البناء والتعبة الاجتماعية الشاملة، 2 إعادة التفكير في إنصاف مغاربة الشتات ووالد وما ولد الذي يجودون بالمال والبنين على البلد، في التمثيل الحقيقي البرلماني وفي استثمار المزيد من خبراتهم وإبداعاتهم في خدمة الوطن، 3 بناء فرق متجانسة في كل مجالات العمل الحكومي والمؤسساتي على غرار تشكيلة فريقنا الوطني وفق مبادئ الكفاءة والمشاركة والعدالة والإنصات وأنسنة العلاقات والتواضع في التدريب والتعبئة والإنصات وتحقيق الأهداف، 4 تحسيس الشباب بأن المال ليس غاية في حد ذاته إن لم يوجه في خدمة الأمة ومصالحها العليا وتألقها الوطني والتنموي الشامل ، 5 الاهتمام بكافة الإبداعات والكفاءات والقدرات الوطنية في شتى المجالات التنموية والعلمية المرتبطة باقتصاد ومجتمع المعرفة، 6 تكريس قيم التضامن والشفافية والمساءلة والإنجاز والعدالة الاجتماعية في البناء المجتمعي، 7 مطاردة السحرة والساحرات وكل من علمهم السحر والذين يفسدون في الأرض ويعرقلون حركة السير إلى الأمام وفق لغة الساحرة "سيير"، 8 السعي الحثيث على تثبيت قيم لغة القدم والرياضة على قدم المساواة مع قيم القلم والعلم والتعلم والمعرفة في كل الأوساط دون التفريط في هذا أو ذاك.