أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، انتصار المقاومة الفلسطينية على آلة القتل الصهيونية في الحرب التي استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 7 آلاف فلسطيني. "" ووجه القرضاوي، رسالة تهنئة إلى الفلسطينيين حكومة وشعباً بالنصر، مشيداً "بالملحمة الشعبية التي سطرها أبناء غزة أيام الحرب، والتلاحم والتكافل بين الشعب الغزِّي، بالإضافة إلى وقوف الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة في الصفوف الأولى لمقاومة العدو الصهيوني"، قائلاً: "إذا كانت الحكومات العربية انفصلت عن شعوبها فإن حكومة غزة التحمت مع الشعب وقاسى أفرادها مثل بقية أبناء الشعب الفلسطيني واستشهد وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام وعائلته". وأشاد القرضاوي، في تصريحات له، بمظاهر التكافل الذي شهده قطاع غزة بين العائلات الفلسطينية، ووقوف أبناء القطاع خلف حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية والمقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني. وقال القرضاوي: "إن ما حدث في غزة هو نصر بالمعنى المذكور في القرآن الكريم"، مؤكدًا أن الطريق الأول للنصر هو الإيمان والنصر للمؤمنين وبالمؤمنين حتى لو امتلك العدو حصوناً وأسلحة. واعتبر القرضاوي أن "من لا يعترف بهذا النصر الواضح للذين صمدوا في غزة هو "أعمى"، إذ إن الأهداف الصهيونية لم تتحقق في هذه الحرب، فلم تنكسر المقاومة، ولم تسقط حماس، ولم يثر الناس على المقاومة بسبب العدوان، بل كان التكاتف والصمود والتلاحم في أسمى آياته". وقال: "إن من يقيسون الحروب والمعارك بمقياس الخسائر وليس الأهداف لم يفقهوا القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى قال: {إلا تنصروه فقد نصره الله، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين}، وهذا يعني أن القرآن اعتبر "إخراج" النبي صلى الله عليه وسلم من مكة نصراً، رغم أنه بعيون الماديين خسارة". ووجه القرضاوي تهنئة أخرى إلى تركيا وموقفها في محنة الحرب، مشيراً إلى أنها أعطت مثلاً أعلى للدول العربية، حيث إنهم لم يصلوا إلى معشار ما وصلت إليه تركيا، مؤكداً أنهم سمعوا من الرئيس التركي عبد الله جول والمسئولين الأتراك تصريحات قوية أثناء زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتركيا أثناء العدوان على القطاع، مشيراً في الوقت ذاته إلى موقف رئيس الوزراء في مؤتمر دافوس والذي احتج فيه على "بيريز"، وغادر المكان بعد الأكاذيب الصهيونية. وأشار القرضاوي نهاية إلى أن "النصر قادم، ولكن سنة الله في تأخير النصر الكامل حتى تتهيأ الأمة بأجمعها للنصر، وتنصهر الشعوب الإسلامية في بوتقة الإيمان".