صدر حديثا للكاتب والدبلوماسي المكسيكي السابق، أندريس أوردونيز، مؤلف جديد يسلط الضوء على قضية الصحراء المغربية، بهدف تنوير الرأي العام المكسيكي والأمريكي اللاتيني حول تاريخ وحقيقة هذا النزاع المفتعل وحيثياته. وحسب مؤلفه، يتوخى الكتاب، الصادر عن الجامعة الوطنية المستقلة للمكسيك، تمكين القارئ من فهم أفضل للنزاع حول الصحراء المغربية، بدءا من السنوات الأولى للحرب الباردة وتأثيراتها، وكيف استغلته جبهة +البوليساريو+، بدعم سخي من الجزائر، لتحريف الحقائق التاريخية والترويج لأطروحتها الانفصالية. كما يناقش المؤلف، المنقسم إلى 16 محورا، موقف الحكومة المكسيكية من قضية الصحراء المغربية، والانعكاسات الحالية والمستقبلية على المصالح الوطنية للمكسيك، في إطار علاقاتها الثنائية مع المملكة المغربية، وعلى صعيد القارة الإفريقية. وأكد أوردونييز أن "ظروف نشأة هذا النزاع المفتعل والتطورات طوال هذه السنوات، ولا سيما على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، قوة الموقف المغربي، وتسلط الضوء على جهوده الجادة لتنمية صحرائه، وهو ما يسعى هذا الإصدار لإبرازه بشكل أكبر". وجاء في توطئة الإصدار، بقلم الباحث ورئيس منتدى البدائل الدولية، البشير الدخيل، أن "التلاعبات وتزوير الحقائق واستغلال المحتجزين في مخيمات تندوف، بمن فيهم الأطفال الأبرياء والنساء، لخدمة أطماع انفصالية طوال هذه السنوات، باتت مكشوفة للعالم بأسره اليوم". وتابع الدخيل أنه "لأكثر من أربعة عقود، ولسوء الحظ، غامر الكثيرون بتصديق الرواية الكاذبة ل+البوليساريو+ ومناصرتها الجزائر حول النزاع مع المغرب على صحرائه". ويستعرض الكتاب، الذي يقع في 72 صفحة، البدايات الأولى للحركة الانفصالية للبوليساريو وسياق الدعم المالي والعسكري الذي تلقته، على الخصوص، من الجزائر وبعض الجهات التي كانت توهم بحل مشاكل إفريقيا. كما يسرد المؤلف تاريخ تطور العلاقات المغربية المكسيكية على أصعدة عديدة، وسبل الدفع بالعلاقات بين البلدين في سياق دولي صعب، إلى جانب موقف المكسيك ودول أمريكا الوسطى واللاتينية من النزاع حول الصحراء.