اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، الأحد، الممثلة هنغامه غازياني بعدما خلعت حجابها على الملأ في فيديو دعماً لحركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني خلال اعتقالها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية. وتشهد إيران موجة احتجاجات منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في البلاد. وأفادت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية بأنّ هنغامه غازياني اعتقلت بتهمة التحريض ودعم "أعمال الشغب" والتواصل مع وسائل إعلام معارِضة. وكانت الممثلة أشارت في وقت سابق إلى أنها استُدعيت من قبل القضاء، ثمّ نشرت مقطع فيديو على حسابها على إنستغرام خلعت فيه الحجاب الإلزامي. وكتبت الممثلة في وقت متأخر السبت: "قد تكون هذه رسالتي الأخيرة"، وأضافت: "من الآن فصاعداً، مهما حدث لي، اعلموا أنني كالعادة مع الشعب الإيراني حتى آخر نفس لي". ويظهر الفيديو، الذي يبدو أنه تمّ تصويره في أحد الشوارع التجارية، غازياني من دون حجاب في مواجهة الكاميرا من دون أن تتحدّث، ثم تستدير وترفع شعرها وفق تسريحة ذيل حصان، كما تفعل النساء الأخريات قبل الذهاب للاحتجاج. وفي الأسابيع الأخيرة، وجّهت الممثلة البالغة 52 عاماً انتقادات حادّة لحملة قمع حركة الاحتجاج، متهمة السلطات بقتل أطفال وشباب خلال التظاهرات. وأعلن القضاء الإيراني الأحد استدعاء غازياني مع سبع شخصيات معروفة، سينمائية وسياسية ورياضية، بسبب نشر محتوى "استفزازي" دعماً لحركة الاحتجاج، حسبما أعلنت السلطة القضائية. ومن بين هذه الشخصيات مدرّب نادي بيرسيبوليس لكرة القدم، يحيى غول محمدي، والنائبان الإصلاحيان السابقان محمود صادقي وباروانيه صلاح شوري. وكان غول محمدي وجه انتقادات حادّة الأسبوع الماضي إلى لاعبي المنتخب الوطني ل"عدم رفع صوت الشعب المقموع إلى آذان السلطات"، بعد لقاء المنتخب الإيراني مع الرئيس إبراهيم رئيسي. من جهتهما، أيّد النائبان السابقان الحركة الاحتجاجية بشكل علني، خصوصاً عبر موقع "تويتر"، وندّدا باستخدام الحكومة القوة ضد المتظاهرين.