"لا نستطيع الجهاد في غزة مباشرة، فقط سلاحنا هو القلم والغناء، ولم نبخل به لأجل غزة الجريحة".. بهذه الكلمات شرح "يونس" -عضو مجموعة "الراب" المغربية "كازا كرو" والملقب ب "الشحط مان" لإسلام أون لاين.نت- دوافع إصدار المجموعة أغنيتها الجديدة "غزة تحت النار" التي لاقت إقبالا متميزا وسط المراهقين والشباب. "" وأوضح "الشحط مان" أن ما ارتكب في غزة من جرائم ضد الإنسانية فرض على كل شخص مرتبط بقضايا وطنه وأمته المسارعة إلى دعم القضية، كل من موقعه، ويضيف: "وبما أن اتجاهنا هو فن الراب فقد قررنا إصدار أغنية جديدة تحاول تسليط الضوء على ما جرى في القطاع خلال 22 يوما". وتحمل الأغنية عنوان "غزة تحت النار"، وانتشرت بسرعة كبيرة على شبكة الإنترنت، ومن المرتقب أن تشارك بها "كازا كرو" في لقاءات فنية وثقافية داخل المغرب وخارجه، وذكر "يونس" أن "غزة تحت النار" موجهة للمراهقين والشباب "اللي ما مسوقينش" (غير المبالين) بقضية فلسطين، حيث حاولت عكس ما جرى بكلمات واضحة لجمهور الراب. "ديديكاس لغزة" وتبدأ الأغنية بإهداء لغزة: "غزة غزة ديديكاس (إهداء) لغزة"، تليها كلمات حزينة تقول: "قنابل يا ناس دوات (نطقت) سكت ظلام الليل... والله والله ما نسكت، في غزة دراري (أطفال) تموت أمهم ودموعهم تسيل... يللاه قبل ما يفوت الفوت (تعال قبل أن فوات الأوان)". وتشرح الأغنية أن "الأرواح في فلسطين كتطيح (تسقط) بحال (مثل) الطين، دراري صغار وبنات مذبوحة في وسط الطين، هذا الشي كاين باين (موجود وواضح) والعين تشوف والقلب حزين... فين (أين) العرب فين، تقول الكبدة حجرة". ويعترف "الشحط مان" بأن أمل المجموعة يكمن في تحقق السلام للجميع، لكن الظلم لا يولد سوى الانفجار، وفي هذا تقول كلمات "غزة تحت النار": "بغينا (أردنا) الحل في السلم، ما بغيناش القتلى، لكن الدم بالدم". وتختتم الأغنية التي صاحبها لحن هادئ حزين بأمنية وهي: "لو كان أعطاني الله عصا موسى، لكان طيرت ريوسا (رءوسا)، ودرت (وضعت) خطة مدروسة، لكن ما عندي غير ستيلو (قلم)، ستيلو يكتب هم عرب مفقوصة (مهمومة)، مقطوعة لها ألسن بمقوصة (بمقاص)، وعايشين عيشة مسوسة (يعيشون حياة لا طعم لها") بداية المشوار وقال "الشحط مان": إن "غزة تحت النار" لن تكون المشوار الأخير للمجموعة مع فلسطين، واعترف في حديثه لإسلام أون لاين.نت ب"أننا سنبقى نغني لفلسطين وباقي قضايانا الوطنية والقومية حتى التحرير وتحسن الأوضاع". وتشدد الكثير من مجموعات "الراب" المغربي على تأكيد أنها تنتمي "للهوية العربية الإسلامية"، بعكس ما يحاول منتقدوها ترويجه من اتهامها بالارتماء في أحضان الفكر الغربي الذي أنتج فن "الراب". وفي نظر يونس -عضو كازا كرو- فإن مجموعته على غرار مجموعات أخرى غنت لفلسطين والعراق وسبتة ومليلية والصحراء، وناضلت ضد الرشوة والبطالة والعنف والفقر والقمع، وهي بذلك تعبر عن فكر ناضج. وتبقى التيارات الفنية التي تعمل ضمن المجموعات الأكثر شهرة في المغرب لارتباطها بأغانٍ تعكس آمال المواطن المغربي العادي، عكس مشاهير الفنانين الذين يركزون فقط على العلاقات العاطفية. وتعتبر مجموعة "ناس الغيوان" أشهر فرقة أسست لهذه المدرسة، وهي فرقة نشأت بداية السبعينيات من القرن الماضي، وظهر معها شكل جديد للأغنية المغربية يتحدث عن الفقراء ومشاكل الإنسانية، ووصلت شهرتها إلى العالم. وخصصت "ناس الغيوان" -إلى جانب مجموعات مماثلة ظهرت بعدها- أغانيَ كثيرة لفلسطين تعتبر أغنية "أطفال الحجارة" أشهرها، وتقول فيها: "دومي دومي (من الدوام) يا انتفاضة دومي، بحجارك دومي، بصغارك دومي، دومي دومي يا انتفاضة دومي". إسلام أونلاين.نت