بلغة الفن والكلمة المعبرة واللحن الذي يحرك الوجدان، بادر فنانون عبر العالم إلى الغناء من أجل غزة التي تعرضت لعدوان غاشم حرك مشاعر العالم الحر وأحاسيس القلوب التي لا ترضى بالظلم والقهر، ومن أجل تقديم التحية والتقدير لأهل فلسطين الصامدين الذين لم تمنعهم الصواريخ والفوسفور الأبيض والقنابل السامة والاستهداف المباشر للأطفال والنساء والرجال والمباني والأشجار، لم يمنعهم كل ذلك من النزوح عن أرضهم والفرار بأرواحهم والاستسلام لقوى البغي والظلام. كات ستيفنز المغني البريطاني الذي أصبح معروفا باسم يوسف إسلام بعد اعتناقه الإسلام، كان من أوائل الفنانين الذي أعلنوا تضامنهم اللامشروط مع غزة في محنتها، حيث خصص حقوق أغنيته ذي داي ذي وورلد غيتس راوند لفلسطينيي القطاع، وعبر على موقعه الرسمي على الأنترنت عن أمله في أن تسهم هذه الأغنية في مساعدة الناس على تذكر إرث المحبة والسلام والسعادة التي يمكننا تقاسمه. وميض من ضوء أبيض يعمي الأبصار، أضاء سماء غزة الليلة، يجري الناس طالبين الملاذ، لا يعرفون إن كانوا موتى أم أحياء بهذه الكلمات خاطب عازف الغيتار والمغني الأمريكي مايكل هارت العالم، وغنى أغنيته لن نركع، والتي تحدث فيها عن العدوان الذي طال سكان غزة على مدى 22 يوما متواصلة دون أن يتحرك قادة العالم من أجل الحد من معاناة الأطفال والنساء، وتحدث هارت بلسان الفلسطينيين مغنيا لن نركع.. يمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا.. لكن أرواحنا لن تموت.. لن نركع.. دون قتال.. في غزة الليلة...، واستنكر هارت الجدال الذي رافق العدوان، بينما دماء الأبرياء تسيل النساء والأطفال، يُقتلون ويُذبحون ليلة بعد ليلة، فيما يتجادل القادة المزعومون في بلاد بعيدة، بحثا عن المخطئ والمصيب، لكن كلماتهم العاجزة كانت بلا جدوى. وقد كان هارت ينوي تخصيص عائد مبيعات أغنيته للجمعيات الخيرية، لكن الأمر تعقّد لأمور فنية، ولهذا يقول :فقد قررت أن أجعل الأغنية متاحة للجميع دون مقابل، مضيفا في موقعه على الأنترنت: أرجو منكم بعد تنزيل الأغنية.. التبرع بشكل مباشر إلى مؤسسة خيرية أو منظمة تكرس جهودها لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. وكعادته في الدفاع عن فلسطين والمقاومة ورفض العدوان على الأرض العربية، قدم الفنان اللبناني مارسيل خليفة عملا موسيقيا تحت عنوان صامدون؛ خلال اختتام العاصمة السورية دمشق احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية، يومي 21 و22 يناير الجاري، وقد وجه من خلال أغنيته رسالة تحية وصمود إلى سكان غزة وإلى كل الفلسطينيين. الفنانون المغاربة بدورهم لم يشذوا عن القاعدة التضامنية التي اجتاحت العالم بأسره، وتحرك لها كل واحد من ميدانه وموقعه، ولأن الفن وجد للتعبير عن هموم الإنسان وانشغالاته وقضاياه فقد أحيا عدد من الفنانين المغاربة في مسرح محمد الخامس حفلا لجمع الأموال من أجل غزة، شارك فيه عدد من الفنانين المعروفين على رأسهم عبد الهادي بلخياط وحياة الإدريسي وعبد الحق الزروالي وآخرين أبدعو كل في مجاله من أجل عيون غزة وأهلها، من جانبها نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية والائتلاف المغربي للثقافة والفنون مهرجانا فنيا تضامنيا، بمشاركة عدد الإعلاميين والمثقفين والمبدعين والفنانين، تم خلاله عرض إبداعات فنية توزعت بين قراءات شعرية وملحمات غنائية ولوحات تشكيلية، كما انخرطت فرق الراب كذلك في حملة الإدانة الواسعة التي لم يشهد لها العالم مثيل من قبل، فأصدرت فرقة كازا كرو أغنية تحمل عنوان غزة تحت النار وانتشرت بسرعة كبيرة في صفوف الشباب والمراهقين المغاربة، حيث أكد يونس وهو أحد أعضاء الفرقة في تصريحات صحفية على أن الأغنية موجهة بالأساس لهذه الفئة التي قال إنها لا تعرف كثيرا عن قضية فلسطين، حيث حاولت الفرقة، كما قال، أن تعكس ما يجري بكلمات واضحة لجمهورها، موضحا دافعهم لإصدار الأغنية بالقول لا نستطيع الجهاد في غزة مباشرة، فقط سلاحنا هو القلم والغناء، ولم نبخل به لأجل غزة الجريحة.