ألقى أخصائيون الضوء على قلة أو ندرة أطباء المستعجلات بالمغرب، داعين إلى ضرورة تطوير مجال طب المستعجلات، ومعتبرين أنه شرط أساسي من شروط النهوض بالمنظومة الصحية إذا لم يتحقق لا سبيل لتحقيق الغايات المرجوة. وفي هذا الإطار، قدم أحمد غسان الأديب، رئيس الجمعية المغربية لطب المستعجلات، رقما صادما بخصوص أخصائيي طب المستعجلات بالمغرب، والذي لا يتجاوز العشرة، قائلا ضمن تصريح لهسبريس: "خصاص كبير جدا لدينا في عدد أخصائيي المستعجلات، إذ إن هناك عددا كبيرا من الأطباء والممرضين يعملون في المستعجلات واختصاصات أخرى ضمن المستعجلات؛ لكن طب المستعجلات كاختصاص قائم بذاته انطلق قبل عشرين سنة، وإلى حد الساعة لا يوجد إلا 10 اختصاصيين على الصعيد الوطني". وأكد رئيس الجمعية المغربية لطب المستعجلات، ضمن تصريح لهسبريس على هامش انعقاد النسخة السادسة للمؤتمر الدولي لطب المستعجلات الذي تحتضنه مدينة الرباط على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "الأساسيات في الطب الاستعجالي"، أنه "لا يمكن تطوير المنظومة الصحية إذا لم يتم التعامل مع طب المستعجلات كاختصاص قائم بذاته". وشدد البروفيسور أحمد غسان الأديب على ضرورة التذكير خلال المؤتمر بمرافعات طب المستعجلات، قائلا: "قبل سنتين، أصدرنا الكتاب الأبيض حول توصيات تطوير طب المستعجلات. واليوم في إطار الورش الملكي وتطوير المنظومة الصحية بات جليا أن المستعجلات هي في قلب هذه المنظومة، ولا يمكننا أن ننجح المنظومة الصحية إذا لم تنجح المستعجلات؛ و هذا ما يلمسه المواطن في حياته العادية". ونبه رئيس قسم الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش إلى أن "أي شخص يستطيع الوقوع في مشكل استعجالي وأن تكون حياته في خطر"، داعيا إلى "ضرورة تطوير وتعليم المواطنين الإسعافات الأولية وبالتالي لا بد من قوانين إلزامية تدريس الإسعافات الأولية في المدارس والجامعات وغيرها". ودعا المتحدث ذاته أيضا إلى ضرورة "تعميم آلات مزيلة للرجفان الآلي موجهة إلى الجمهور كما هو الحال بالنسبة لآليات إخماد الحرائق لمساهمة المواطن في إنقاذ الحياة"، ناهيك عن وجوب "تطوير المنظومة ما قبل الاستعجالية والنقل الصحي". وأضاف البروفيسور أحمد غسان الأديب أن "المستعجلات بدورها يلزمها تنظيم وتطوير طب المستعجلات كاختصاص"، مشددا على وجوب "فتح مناصب الأساتذة في هذا الميدان لتطويره وتحفيز العاملين في القطاع نظرا لصعوبته". من جانبه، قال حمزة الحمزاوي، طبيب الإنعاش والتخدير بمصلحة المستعجلات بمستشفى ابن سينا بالرباط، إنه "بعد جائحة كوفيد 19، فهمنا أن المستعجلات هي القلب النابض والعمود الفقري لأي مستشفى؛ منه يمر المريض، ويتم تصنيفه هل هو حالة حرجة أو شبه حرجة أو حالة عادية". ونبه الحمزاوي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى "الخصاص الذي يعرفه هذا القطاع من حيث الموارد البشرية بداية والموارد الأخرى"، قائلا إن المؤتمر هو فرصة من أجل "تبادل الخبرات مع خبراء دوليين للخروج بتوصيات صالحة لجميع المستشفيات على الصعيد الوطني، والتوجه إلى خارطة طريق موجهة إلى مصالح المستعجلات من أجل التقليص من الوقت الذي يقضيه المريض في المستشفى والمستعجلات، وتطوير وتحسين من التدخلات الاستعجالية قبل الاستشفائية التي يمكن القيام بها سواء في الشارع أو المنزل وغيرها". يذكر أن المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية المغربية لطب المستعجلات تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، يروم "إبراز دور هذا التخصص في الرفع من جودة ومستوى العرض الطبي الوطني تماشيا مع التوصيات الدولية والطموحات الملكية في جعل تأهيل الخدمات الطبية الاستعجالية قاطرة للنهوض بالقطاع الصحي ككل وأولوية الأولويات. ويشكل هذا الملتقى السنوي فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين الخبراء الوطنيين والدوليين، من خلال انكباب المشاركين على جل المواضيع المتعلقة بجودة الخدمات المقدمة في مختلف مصالح المستعجلات". وتتخلل هذه الدورة العديد من المحاضرات والورشات التكونية وورشات محاكاة طبية متقدمة لفائدة الأطباء والممرضين والمهنيين والطلبة بمختلف مشاربهم. كما سيتم توزيع جوائز للمتخصصين والمهنيين، المغاربة والأجانب، تشجيعا من الجمعية المغربية لطب المستعجلات على البحث العلمي في قطاع الصحة. ويهدف المؤتمر أيضا إلى تحقيق غايات سامية تتمثل في تعزيز وتفعيل أسس المسؤولية الاجتماعية والمهنية لكافة الفاعلين بالقطاع الصحي وحتى عامة المواطنين، ويطمح إلى أن يكون أرضية مثلى للنقاش البناء حول مستجدات البرنامج الحكومي للنهوض بالقطاع الصحي الوطني.