طالب عدد من مهنيي النقل الدولي للبضائع غير المرتفقة، العالقين في مستودع ميناء بني أنصار بالناظور، المصالح الجمركية بمنحهم الإذن بالانصراف من أجل إيصال الأمتعة والبضائع إلى أصحابها في مختلف مدن المغرب. وكشف يحيى جابري، عضو جمعية الوحدة لأرباب النقل الدولي للبضائع غير المرتفقة، أن "حوالي 60 عربة تتواجد في مستودع الميناء، رغم خضوعها لعملية تفتيش دقيق من طرف عناصر الجمارك، الأمر الذي يثقل كاهل المهنيين بمصاريف متعدّدة، من بينها فاتورة المستودع التي تكلّف ما يزيد عن 300 درهم عن كل يوم". وأضاف جابري، ضمن تصريح لهسبريس، أن "بعض العربات ظلت عالقة لأزيد من أسبوع"، مبرزا أن هذا التأخر يؤثر على سير عمل الشركات وعلاقتها بزبائنها، سواء المرسل من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج أو المرسل إليه، كما تعطّل مصالح الجميع". وأشار في هذا السياق إلى أن "المهنيين الذين يشتغلون بشكل قانوني يدفعون ضريبة المندسّين في هذا الميدان الذين يهرّبون بضائع شخصية"، وبعد أن ثمّن مجهودات المصالح الجمركية في الموانئ المغربية التي تتصدّى لهذه الظاهرة، دعا جابري إلى "تسهيل عملية عبور المهنيين القانونيين". من جانبه، أكد عبد الرحيم قلوش، المدير الجهوي للجمارك بجهة الشرق، أن التأخر الحاصل في مغادرة العربات المعنية يعود إلى "وقت ذروة هذا النشاط المهني الذي يمتد إلى نهاية دجنبر المقبل، حيث تتاح للمهنيين ظروف مواتية للقدوم إلى المغرب، وذلك بالنظر إلى انتهاء عملية مرحبا، إلى جانب ثمن الرحلات البحرية المنخفضة". وأوضح قلوش، في تصريح لهسبريس، أن هناك عاملا آخر ساهم في هذا الاكتظاظ، هو "توقف مؤقت لعبور هذه الفئة من ميناء طنجة المتوسط بسبب احتجاجات للمهنيين، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى التوجه نحو ميناء الناظور"، مشيرا إلى 112 عربة قدمت، الأربعاء، عبر رحلة بحرية واحدة. وأكد المدير الجهوي للجمارك بجهة الشرق أنه اجتمع بعدد من المهنيين، الخميس الماضي، وتم الاتفاق على "خارطة طريق مستقبلية لتجاوز هذه الإشكالات"، مضيفا: "انتقلنا أيضا إلى عين المكان حيث عملنا إلى وقت متأخر من الليل على إنهاء الاكتظاظ الحاصل وإيجاد حلول لمختلف الحالات التي واجهت مشاكل". وشدّد المسؤول الجهوي ذاته على أنه إلى حدود أمس الجمعة، تواجدت 29 عربة في مستودع ميناء الناظور، مؤكدا أنه "في أفق صباح الاثنين، ستكون جميع العربات قد أذن لها بالانصراف عقب اتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة من طرف المفتّشين والجمركيين بعد تعزيز عددهم والاشتغال اليوم السبت استثناء". وأشار في السياق نفسه إلى أن هذا النشاط المهني، الذي استهل سنة 2007 نتيجة الأزمة الاقتصادية التي عرفتها أوروبا وعرف توسعاً لافتا، "يحتاج إلى هيكلة وتنظيم"، مبرزا أن على مستوى الناظور فقط، هناك حوالي 1500 شركة مسجّلة لدى المصالح الجمركية، "ناهيك عن استغلال بعضهم، وهم قلة، التسهيلات التي يستفيدون منها في تهريب الهواتف والمخدرات"، يورد قلوش.