قتل 108 أشخاص على الأقل في الحملة الأمنية التي تشنها إيران منذ أكثر من ثلاثة أسابيع على تظاهرات في أنحاء البلاد أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرا. كما قتلت قوات الأمن الإيرانية 93 شخصا آخرين على الأقل في مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق)، على ما أضافت المنظمة في بيان. وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية البالغة 22 عاما في 16 شتنبر الماضي، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس في البلاد. واندلعت أعمال العنف في زاهدان في 30 شتنبر خلال احتجاجات غاضبة إثر تقارير عن اغتصاب قائد شرطة في المنطقة لمراهقة. وعبرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن القل، إزاء "حجم القمع في مدينة سنندج،" عاصمة محافظة كردستان، المنطقة التي تنحدر منها أميني في غرب إيران. وقال مدير "منظمة حقوق الإنسان في إيران" محمود أميري مقدم، في بيان اليوم الأربعاء، إن "على المجتمع الدولي أن يمنع وقوع المزيد من القتل في كردستان بإصدار رد فوري". وأضافت المنظمة أن التحقيق الذي أجرته في مستوى "القمع" في كردستان عرقلته قيود الإنترنت، وحذرت من "قمع دموي وشيك" للمتظاهرين في المحافظة الواقعة غربا. و"شهدت مدينة سنندج بمحافظة كردستان احتجاجات واسعة وحملة قمع دموية في الأيام الثلاثة الماضية"، حسب المنظمة، وحصيلة القتلى التي أعلنتها لا تشمل الذين قتلوا في تلك الفترة. وقالت المنظمة التي تتخذ من أوسلو مقرا إنها سجلت إلى غاية الآن 28 وفاة في محافظة مازندران، و14 في كردستان، و12 في غيلان وأذربيجان الغربية، و11 في محافظة طهران، وأكدت أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت العديد من الأطفال الذين كانوا يتظاهرون في الشارع وفي المدارس خلال الأسبوع الماضي. وقال أميري-مقدم إن "الأطفال لديهم الحق القانوني في التظاهر، والأمم المتحدة ملزمة بالدفاع عن حقوقهم في إيران بممارسة ضغط على الجمهورية الإسلامية". وأوضحت المنظمة أن حصيلتها لا تشمل ست وفيات وقعت، وفق تقارير، خلال احتجاجات داخل سجن رشت المركزي شمالي إيران الأحد، مؤكدة أنها تواصل التحقيق في القضية، كما قالت إن عمالا انضموا إلى إضرابات وتظاهرات تشهدها البلاد، في منشأة عسلوية للبتروكيماويات (جنوب غرب إيران) وعابدان (غرب) وبوشهر (جنوبا).