اختارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات، من خلال مديريتها الإقليمية بالمحمدية، الاحتفاء باليوم العالمي للمدرس بصيغة مغايرة للأنشطة الفنية والتكريمية المعتادة، حيث عملت، مساء الجمعة، على الاحتفاء ب"أسرة التعليم" عبر تنظيم نشاط علمي على شكل ندوة اختير لها عنوان "مهنة التدريس ورهانات تجويد المدرسة المغربية" بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بمدينة المحمدية. وتضمنت الندوة، التي نظمتها الأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية و"مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة"، تقديم مداخلات من طرف كل من فؤاد شفيقي، المفتش العام للشؤون التربوية ومدير مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ونادية بوضاض، مديرة المركز الوطني لتكوين مفتشي التعليم بالرباط، والمفضل دوحد، مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات. وافتُتحت الندوة العلمية بكلمة ألقاها محمد جبوري، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمحمدية، رحب فيها بالحاضرين والمؤطرين، كما هنّأ جميع نساء ورجال التعليم بيومهم العالمي، الذي وَصفَه ب"عُرس المدرس"، معربا عن امتنانه لهم بسبب "حرصهم على تكوين الناشئة بنكران ذات ومساهمتهم في إنجاح ورش الإصلاح"، قبل أن يقدّم الشكر لكل من ساهم في بلوة فكرة الاحتفاء عبر ندوة علمية، وتوفير شروط ومتطلبات نجاحها. وفي كلمة ألقاها نيابة عنه الأستاذ بوشعيب الزين، أشار مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات إلى أن "مركزية المدرّس واضحة، ودوره في رفع جودة التعلمات حاسم"، مؤكدا أن "اختيار موضوع الندوة كان موفّقا ووجيها، باعتبار مهنة التدريس أحد أهم مداخل الجودة". وأضاف أن "المغرب يعيش مرحلة مفصلية وواعدة، من خلال استعداد المنظومة التعليمية وطنيا وجهويا وإقليميا لتنزيل خارطة الإصلاح، بعد إجراء مشاورات موسعة". من جانبه، قال عبد الغني عارف، عن "مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة"، إن "المركز يحتفي سنويا باليوم العالمي للمدرس، بشراكة وتنسيق مع الأكاديمية الجهوية، والنيابة الإقليمية سابقا، والمديرية حاليا"، مضيفا أن "المركز محظوظ دائما بتعامله مع مديرين جهويين وإقليميين في مستوى التطلعات، وهو ما ساهم اليوم في توفير الشروط المادية واللوجيستيكية لتنظيم ندوة علمية، في استحضار كبير للتصور الجديد المؤطر للمدرسة بمفهومها الواسع". وتناول فؤاد شفيقي، في أولى المداخلات المبرمجة خلال الندوة، موضوعا بعنوان "توجهات دولية في الرفع من قدرات المدرسين"، أشار من خلاله إلى التجارب الناجحة لبعض الدول كالفيتنام واليابان، وأهم الخلاصات التي وصلت إليه عدد من الندوات الدولية حول التكوين المستمر للمدرسين، سواء من حيث الأهمية أو المؤاخذات أو نقط القوة والضعف. ومن ضمن الخلاصات التي أسفرت عنها بعض الندوات الدولية، يقول شفيقي، "تشجيع الأطر على التكوين عبر تخصيص زمن شخصي للتكوين"، و"تقوية النظام المؤسساتي للتكوين المستمر"، و"إدماج البحث العلمي في التكوين المستمر"، و"تثمين استثمار الأفراد في تكوينهم الشخصي"، كما أنه "ينبغي أن تكون أدوات التواصل جذابة"... أما نادية بوضاض فاختارت موضوعا بعنوان "مركز تكوين مفتشي التعليم ورهان الجودة.. أية مقاربة تكوينية لمفتشي الغد؟"، أوضحت من خلاله أن التصور الجديد يقتضي ألا يتم تكوين "مفتّش المستقبل"، بل الأصح إعداد المفتّش للمستقبل، مضيفة أن "المركز يلعب دورا حيويا في تكوين جيل قيادي من المفتشات والمفتشين الذين لهم من التكوين والتأهيل ما يجعلهم قادة للتغيير وضامنين للجودة". من جانبه، تطرق المفضل دوحد إلى موضوع "تجويد التكوين رهان المنظومة التربوية لإعداد أستاذ المستقبل"، حيث أكد أن "الوزارة تروم إعطاء أهمية خاصة لمنظومة التكوين، مع التركيز على الأستاذ صانع الأجيال الذي يعتبر البداية والنهاية لكل إصلاح"، قبل أن يفصل في "المحطات الأساسية لتجويد تكوين أستاذ المستقبل، خاصة عبر التكوين الأساس بالجامعة، والتأهيل بالمراكز، والتكوين المستمر خلال المسيرة المهنية". وفي تصريح لهسبريس قال محمد جبوري: "لم نجد ما نقابل به نبل قضية المدرسين ومهامهم العلمية إلا بنبل نشاط علمي على شكل ندوة تجمع عددا من الطاقات والكفاءات الوطنية العالية، وتناقش محاور تتقاطع وتتكامل فيما بينها لتجيب عن الأسئلة الآنية والمستقبلية المتعلقة بالتدريس، خاصة أن انتظارات المجتمع من المدرسة كثيرة، والمرحلة تقتضي تحولا نوعيا ننشد من خلاله تحقيق الجودة التي لا يمكن أن تمر إلا عبر المُدرس داخل ما أسميه "العلبة السوداء" المتمثلة في القسم".