أشارت مصادر فرنسية إلى عزم "قصر الإليزيه" إدراج قضية الصحراء المغربية في جدول أعمال "القمة الأورو-متوسطية" التي كان من المرتقب عقدها بمدينة أليكانتي، اليوم الجمعة، وذلك في سياق أزمة إمدادات الطاقة بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية. وتقّرر تأجيل "القمة الأورو-متوسطية"، التي تضم تسعة دول أوروبية مطلة على البحر الأبيض المتوسط، إلى موعد لاحق بعد إصابة بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، بفيروس "كورونا" المستجد، وفقا لما ذكرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية. المعطى أكدته كذلك وكالة الأنباء الفرنسية والإسبانية، بإشارتهما إلى أن "كورونا" هي السبب في تأجيل القمة سالفة الذكر، بالنظر إلى إصابة رئيس الحكومة الإسبانية بالفيروس التاجي الذي دفعه إلى تأجيل كل مواعيده الوطنية والدولية. وحسب وكالة "إيفي" الإسبانية، فإن موضوع الصحراء المغربية ليس مطروحا على الأجندة الرسمية لقمة "يوروميد"، لكن الوفد الفرنسي المشارك في القمة التاسعة يعتزم تنبيه الاتحاد الأوروبي إلى تداعيات الصراع المغربي-الجزائري بخصوص الصحراء على إمدادات الغاز في أوروبا. وتبعا للمصدر الإعلامي الإيبيري، برر الوفد الفرنسي المشارك في "القمة الأورو-متوسطية" دواعي طرح الموضوع على النقاش بانعكاسات نزاع الصحراء على إمدادات الغاز في "القارة العجوز"، لا سيما بعد الأزمة الطاقية التي تعيشها بفعل استمرار الحرب بين كييف وموسكو. وأوضحت الوكالة الإسبانية أن "قصر الإليزيه أخبر الشركاء الأوروبيين برغبة فرنسا في الحفاظ على علاقات جيدة بين كل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك في ضوء التداعيات الدولية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، خاصة ما يتعلق بارتفاع أسعار الطاقة". كما يعتزم الحدث عينه مناقشة قضية أخرى بين رؤساء الدول والحكومات المشاركة في القمة، تتعلق بالاحتكاك اليوناني-التركي في ما يتعلق بالهجرة، حيث أكدت فرنسا، في هذا الصدد، على ضرورة احترام القانون الدولي، داعية تركيا إلى التخلي عن "مناورات التخويف". ومازالت العلاقات السياسية بين باريس والرباط متوترة للغاية منذ أشهر، في ظل الموقف الضبابي ل"قصر الإليزيه" من قضية الصحراء المغربية، وكذا محاولة استغلاله ل"الفتور الدبلوماسي" بين المغرب والجزائر لخدمة مصالحه الخارجية بالمنطقة.