حرم عدد من التلاميذ القاطنين في إقليمتطوان الحاملين للجنسية الإسبانية، من أمهات مغربيات، من متابعة دراستهم في مؤسسات مدينة سبتةالمحتلة منذ إغلاق الحدود البرية في 13 مارس 2020، نتيجة الشروط الجديدة للمرور عبر معبر "تراخال" بعد إعادة فتحه باتفاق مغربي إسباني في 17 ماي الماضي. وتُمنع أمهات التلاميذ الذين ولدوا في سبتة من دخول المدينةالمحتلة لاصطحاب أبنائهن إلى المدراس التي كانوا يتابعون بها دراستهم قبل إغلاق الحدود، لعدم توفّرهن على التأشيرة التي لم تكن مطلوبة قبل حوالي 3 سنوات للغرض عينه. ويُسمح بالمرور عبر معبري "بني أنصار" و"تراخال" نحو سبتة ومليلية، وفق الشروط التي مدّدت وزارة الداخلية الإسبانية العمل بها إلى غاية ال15 من نونبر المقبل، فقط للمتوفرين على بطائق الإقامة بالمدينتين المحتلتين أو بإحدى دول الاتحاد الأوروبي، أو تأشيرة "شنغن"، أو التأشيرة المحدودة لسبتة ومليلية، الخاصة بالعمال العابرين للحدود. وعبّرت أمهات التلاميذ المتضرّرين، وفق ما نقلته صحيفة "إلفارو دي سوتا" المحلّية، عن قلقهن بشأن مستقبل أطفالهن الذين درسوا، قبل القيود التي فرضتها جائحة كورونا، في مراكز تعليمية مختلفة في المدينة، بما في ذلك "Acosta CEIP Maestro José" ومدرسة "Príncipe Felipe" العمومية. وتواصلت الأمهات-اللواتي يتحدّر أغلبهن من الفنيدق واشتغلن لسنوات داخل الثغر المحتل-مع السلطات المغربية في تطوان من أجل إيجاد حلول لأبنائهن، كما لجأن إلى القنصلية العامة لإسبانيا في المدينة ذاتها، قبل أن يتفاجأن بأن العاملين بالقنصلية في عطلة تمتد إلى نهاية الشهر الحالي. وتعتزم هؤلاء الأمهات مراسلة السلطات الإسبانية في مدريد لتوضيح وضعهن والمُطالبة بمنحهن وثيقة تخوّل لهن اصطحاب أبنائهن إلى المؤسسات التعليمية التي يتابعون بها دراستهم، لعدم استطاعتهم دخول سبتةالمحتلة بمفردهم نظرا لحداثة سنّهم. في سياق مشابه، ظلّ مجموعة من التلاميذ في إقليمالناظور ممنوعين من متابعة دراستهم في مقر الطلبة المسلمين بعد إغلاق معبر "بني أنصار" قبل حوالي 3 سنوات، حيث لم تستمر عملية التعليم "عن بعد" كثيراً قبل أن تتوقّف مع نهاية موسم 2020/2021. وعلى الرّغم من أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور عملت خلال الموسم الماضي على إدماج مجموعة من التلاميذ في المؤسسات التعليمية بالإقليم، إلا أن كثيرين منهم وجدوا صعوبة في الاندماج، وفق ما أكده محمد الوادي، الكاتب العام للمكتب النقابي للأطر الإدارية والتربوية لمؤسسة مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة، في تصريح سابق لهسبريس. ويرجع ذلك، وفق الوادي، إلى اعتماد النظام التعليمي المغربي على اللغة الفرنسية في تدريس العديد من المواد، عكس مقر الطلبة المسلمين بمليلية المحتلة الذي يعتمد أيضا النظام نفسه لكنه يعوّض الفرنسية باللغة الإسبانية إلى جانب اللغة العربية.