قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، عبد اللطيف وهبي، إن حزبه "لن ينسحب من الحكومة أو يتخلى عن المسؤولية"، مُفنّدا في هذا السياق كل ما سبق ترويجه إعلاميا بخصوص الأمر، ومؤكدا أنها تظل مجرد "أقلام متسخة تُموَّل بأموال متسخة حاولت كتابة ترهات لا معنى لها ونشرها"؛ في حين أن "العارفين يشتغلون بصمت وجدّية على تحديات كبرى ويردون بالأفعال لا بالأقوال". وأكد وهبي، خلال جلسة الافتتاح الرسمي للمؤتمر الجهوي ل"حزب الجرار" بجهة الرباط – سلا- القنيطرة، الأحد، أن "الأصالة والمعاصرة دخل الحكومة من منطلق المسؤولية الوطنية وليس فقط الحزبية"، لافتا إلى أنه "لن يتخلى عن المسؤولية التي يتحملها بشجاعة ونزاهة بعد تبوّء مكانة مرموقة في المشهد السياسي والانتخابي بالمغرب". وتوجه الأمين العام للأصالة والمعاصرة إلى أعضاء حزبه بضرورة "تجاهل ما يُنشر ضد الحزب ويراد به التشويش" على عمله ومساره، داعيا إلى "الافتخار والاعتزاز بشرف الانتماء إلى حزب نهَض من قلب الأزمات ويساهم في تدبير الشأن العام، رغم ظرفية دولية جد صعبة، من داخل الحكومة، بعد أن جرّب لسنوات منطق المعارضة البناءة"؛ موردا في هذا السياق: "حزبُنا يحترم تضامن العمل الحكومي ويثمّنه؛ ولن نضع رجلاً في الأغلبية وأخرى في المعارضة، كما لن نمارس عمل الحكومة طيلة أيام الأسبوع وفي نهايته نركن للمعارضة والانتقاد". ولم يفوت وهبي فرصة انعقاد المؤتمر الجهوي للحزب بالرباط دون أن يوجّه رسائل قوية الدلالة إلى أعضاء "البام" الحاضرين وفي الأقاليم السبعة للجهة؛ قائلا: "لا تيأسوا ولا تقنطوا من رحمة الله؛ فحزبنا جاء ليبقى وليستمر ولينتصر؛ وسننتصر بإذن الله"؛ مشددا على أن "الحزب في حاجة ماسة إلى تنظيم داخلي قوي ومتماسك على صعيد كل الجهات والأقاليم"، وزاد: "كما نحتاج إلى رؤية إيديولوجية واضحة وصلبة تزيد من رصيد ومجهوداتٍ راكمَها الحزب وتنظيماته الموازية منذ التأسيس". وأردف المتحدث مخاطبا أعضاء حزبه: "اصبروا علينا. نعم الطموحات كبيرة لكن الواقع مرّ"، مؤكدا: "سنقاوم وسنواجه وسنستمر؛ ولن ترَوا إلا مزيدا من الطموح والجرأة في العمل". الأمين العام ل"حزب الجرار"، الذي يمسك بحقيبة وزارة العدل داخل التشكيلة الحكومية الحالية منذ انتخابات 8 شتنبر 2021، اعتبر قوة الحزب من قوة تنظيماته الموازية، النسائية منها أو الشبابية، مثمّناً جهود "منظمة نساء الأصالة والمعاصرة" وإسهامها في إعداد تصور وورقة الحزب حول إصلاحات مدونة الأسرة، ولافتا إلى كونها تضم "مناضلات قدّمن الكثير". وتابع وهبي: "سنكون المحامي الأول للدفاع عن حقوق المغربيات ومناصفتهن ومساواتهن في الحقوق. كما أن الخطاب الملكي جاء ليؤكد ما دعا إليه حزبنا منذ سنوات في قضية المرأة وحقوقها وإسهامها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية"، وزاد: "لا نُقدّم صدقة للمرأة، بل أثبتت جدارتها وقدرتها في شتى المجالات". كما عرّج المتحدث ذاته ضمن حديثه من فوق منصة المؤتمر الجهوي، الذي شهد مشاركة أعضاء من المكتب السياسي ووزراء الحزب في الحكومة وفعاليات حزبية مغربية، على "مسألة الشباب والعمل الحزبي"، مؤكدا أن "الشباب هم مستقبل حزب الأصالة المعاصرة، وقد بُذل جهد كبير لهيكلة تنظيمية جهوية ومحلية، تجعل منهم تنظيما جمعويا مستقلا يمكن أن ينتقد ويوجّه ويقيّم السياسات العمومية من موقع البناء والتراكم". وخلُص وهبي في كلمته أمام مؤتمري "البام" في جهة الرباطسلاالقنيطرة إلى أن "المسار الديمقراطي يظل مُميِّزا للمملكة المغربية، وهو ما يمنحها شرعية كبيرة واستقرارا داخليا وفي محيطها؛ كما أن الحفاظ على المسار الديمقراطي هو الضامن لتقوية الجبهة الداخلية دفاعا عن القضية الوطنية".