قضى سكان الأحياء المحادية للمحيط الأطلسي بكل من الرباطوسلاوالدارالبيضاء إلى جانب مدن ساحلية أخرى، ليلة بيضاء، بسبب موجات مدٍّ بحري عالية خلال الساعات الأولى من صباح اليوم. وتسبَّبت الأمواج العالية المحملة بأطنان من الصُّخور على طول السواحل، بإغلاق الطرق المحادية لشواطئ العاصمة الرباط ومدينة سلا، والتسبب بارتباك حركة السير، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى تحويل السيارات نحو وسط المدينة، في ما تدخلت الجرّافات لإزالة الصخور ومخلفات المد البحري. وحسب شهون عيان، فقد اجتاحت مياه البحر العديد من البيوت بسيدي موسى بمدينة سلا إضافة إلى مدرسة "عبد الرحمان حجي"، وتهدم واجِهتي منزلين دون وقوع ضحايا في الأرواح. في ما تعرضت قرابة 20 مركب صيد راسية للتحطيم.. وفي الدارالبيضاء، غمرت المياه العديد من الأزقة قرب منطقة العنق وحولت بعض الساحات إلى برك مائية، إضافة إلى إتلاف ممتلكات تعود لمقاهي ومطاعم بعين الدياب.. وفيما تجري الآن عملية تحديد الخسائر المادية من طرف مصالح الوزارات المختصة، أوردت مصادر هسبريس، أن مياه المحيط الأطلسي غمرت العديد من المسابح بمدينة الدارالبيضاء خلف خسائر في سيدي رحال ودار بوعزة، كما خلفت أضرارا متفاوتة في ميناء النفط بالمحمدية. علاقة بالموضوع، قال الحسين بوعابد رئيس مصلحة التواصل بالأرصاد الجوية الوطنية، إن الأمواج العالية التي وصل علوها إلى 7 أمتار والتي ضَربَت السواحل المغربية الممتدة من مدينة آسفي إلى العرائش، هي نتيجة منخفض جوي في عرض المحيط الأطلسي ورياح قوية تسببت في علو مستوى الأمواج التي وصلت إلى السواحل المغربية كما سواحل البرتغال واسبانيا. وأكد بوعابد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الظاهرة عادية ولا علاقة لها ب"موجات تسونامي" كما قد يعتقد البعض، مشددا على أن أمواج البحر سيبلغ علوُّها اليوم 5 أمتار إلى 4 يوم غد.. وبخصوص الإنذرات، لفت المتحدث أن مصلحة الأرصاد الجوية قامت بإرسال إنذارات منذ أمس، تحذِّر من خلالها مراكب الصيد والموانئ على الخصوص من هذه الموجات العالية. من جهة أخرى أكد محمد بلعوشي، الخبير في مجال الأرصاد الجوية أن ظاهرة الأمواج العاتية التي شهدها المغرب ليلة أمس وتستمر طوال اليوم قبل أن تتوقف صباح الغد، تعتبر الأولى من نوعها التي يشهدها المغرب في القرن الحالي، والثانية من نوعها التي تعيشها المنطقة خلال العشرين سنة الماضية.. وأوضح الخبير المغربي، أن الأرصاد الجوية سبق لها خلال اليومين الماضيين أن عممت نشرة إنذارية بحدوث هذه الظاهرة النادرة، والتي قال عنها إنها كانت الأقوى من نوعها التي تمس الشوطئ المغربية.. وقال بلعوشي لهسبريس "ما وقع البارحة ظاهرتان طبيعيتين، الأولى تتمثل في الارتفاع الكبير في الأمواج التي بلغ علوها 6 أمتار في أعالي البحار، وهي الظاهرة التي تزامنت مع مد غير عادي للبحر الذي تجاوز مداه بنحو 3 أمتار بعيدا عن الشط، وهو ما تسبب في "هجوم" البحر على العديد من المنشآت المجانبة للشاطئ".. كما أضاف بلعوشي "لقد همت هاتين الظاهرتين الطبيعيتين المنطقة الممتدة ما بين الرباطسلا وأكادير.. الأمور ستعود لنصابها ابتداء من يوم غد حيث سيتراجع المد لمستواه الطبيعي".