تصاعدة أمواج البحر بشكل ملفت ضاربة عددا من المنازل بحي سيدي موسى بمدينة سلا في وقت متأخر من ليل الإثنين الثلاثاء، بعد أن ارتفع علو الموج بشكل غير مسبوق تجاوز 7 أمتار. ولم تسلم مدينتا الرباط والمحمدية من الارتفاع غير المتوقع لأمواج البحر التي غمرت الشوارع والمرافق القريبة من الساحل. وتحسبا لأي طارئ عملت سلطات الرباط على إغلاق نفق الأوداية في وجه مستعمليه لعدة ساعات. كما غمرت مياه البحر بعض المنازل القريبة من الساحل في مدينة أسفي، وتعرضت الزوارق التي كانت ترسو بشاطئ المدينة لأضرار بليغة بفعل ارتفاع علو الموج المتلاطم ليلة الاثنين الثلاثاء، الذي وصل أمتار. وبمدينة الدارالبيضاء وصل علو الامواج حوالي تسعة أمتار في مناطق قرب العنق، حيث تم إخلاء بعض العمارات المجاورة لمسجد الحسن الثاني من قاطنيها، وغمرت المياه مسابح طايتي وميامي وحولتها إلى بركة مائية، ما أثار موجة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين. في هذا السياق، أشار خبير الأرصاد الجوية محمد بلعوشي، أنما يشهده الشريط الساحلي الممتد من الرباط إلى أكادير منذ ليلة الاثنين الثلاثاء من ارتفاع لمنسوب مياه البحر، راجع بالدرجة الأولى لهيجان البحر في المحيط الأطلسي المجاور للمغرب، ما جعل الأمواج ترتفع حتى 6 أمتار في أعالي البحار. وتزامن ذلك مع ظاهرة المد التي سجلت في الشريط الساحلي المذكور أزيد من 3 أمتار لتصل إلى مناطق لم يعهد الناس رؤيتها تصل إليها. وأضاف بلعوشي في تصريحات ل"العلم"، أن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية تنبأت بهذه التطورات وبثت نشرة إنذارية، إلا أن غياب التنسيق بينها وبين أغلب وسائل الإعلام حال دون علم جل المواطنين بها. مؤكدا أنه ابتداء من مساء اليوم الأربعاء، ستشرع مياه البحر في العودة إلى وضعها الطبيعي، مطمئنا المواطنين أن ما يحدث لا علاقة له بالإشاعات التي سبق لإحدى الجرائد المصرية أن روجتها من كون المغرب سيتعرض لموجة مد بحري (لتسونامي). وهو ما أكده الحسين يوعابد، المكلف بالتواصل في مديرية الأرصاد الجوية، الذي شدد على أن الموجة التي ضربت عرض السواحل المغربية لا علاقة لها بالمد البحري (تسونامي)، و أن هناك منخفضا جويا في المحيط الأطلسي أدى إلى ارتفاع الأمواج إلى 6 أمتار، والأمر ناتج عن رياح قوية رفعت طول الأمواج بين مدينتي الصويرة والعرائش". مشير أن طول هذه الأمواج سيصل إلى 4 أمتار اليوم الأربعاء قبل أن تعود إلى طبيعتها.