لليوم الثالث على التوالي، لا تزال عملية البحث عن جثة شاب في عقده الثاني يدعى "مهدي"، غرق منذ يوم الاثنين في بحيرة تسليت ضواحي منطقة إملشيل التابعة لإقليم ميدلت، مستمرة، حيث تم تجنيد عدد من فرق الغواصين التابعين للوقاية المدنية للقيام بالبحث عنها وسط مياه البحيرة. وكشف عدد من الأشخاص المرابطين بمحيط البحيرة في انتظار إخراج جثة الهالك أن عملية البحث في الأربع والعشرين ساعة الأولى من غرق الضحية كانت بطيئة جدا، موضحين أن ذلك أغضب الساكنة المحلية التي قررت الاحتجاج بقطع الطريق الرئيسية أمس الثلاثاء، قبل أن يتم فتحها بعد حوار مع ممثل عمالة الإقليم. وإلى حدود صباح اليوم الأربعاء مازالت فرق الوقاية المدنية تبحث عن جثة الشاب "مهدي" وسط مياه بحيرة تسليت، مستعينة بزوارق وأدوات مطاطية، وفق مصدر من السلطة المحلية، الذي أكد لهسبريس أن عملية البحث جارية منذ إشعار السلطات بالواقعة، ملتمسا من الساكنة تقديم يد العون للسلطات بالبقاء بعيدا عن البحيرة وعدم التشويش. وتواصلت جريدة هسبريس الإلكترونية، صباح اليوم الأربعاء، مع عدد من الشبان المتواجدين بعين المكان، الذين أفادوا بأن هناك تراخيا كبيرا في البحث عن الجثة، موردين أن الضفادع البشرية فشلت أمس في مهمتها واليوم تتم الاستعانة بآلة متطورة. محمد بريش، واحد من الشبان الذين تواصلت معهم هسبريس، قال إن الساكنة عازمة على خوض شكل احتجاجي زوال اليوم في حالة استمرار التأخر في العثور على الجثة، مستنكرا استقدام عشرات من أفراد القوات العمومية إلى عين المكان لطرد المتجمهرين من محيط البحيرة، داعيا إلى "استقدام فرق الغواصة وآلات متطورة بدلا من القوات العمومية". وأضاف بريش، في تصريح هاتفي لهسبريس، أن "الإعلام الوطني والرسمي بدوره لم يعط لهذه القضية ما تستحقه لأسباب غير مفهومة، ما أدى إلى التأخر الكبير والمقلق في عملية البحث والعثور على الجثة"، ملتمسا من وسائل الإعلام "مواكبة هذه القضية للضغط على السلطات المعنية للوصول إلى مكان تواجد الجثة لانتشالها وتسليمها للأسرة قصد الدفن". مصدر أمني من عين المكان نفى أن تكون عملية البحث عن الجثة تسير ببطء، مؤكدا أن مجهودات كبيرة تبذل من طرف فرق الوقاية المدنية والضفادع البشرية، بالإضافة إلى الاستعانة بآلة متطورة ستساعد الفرق لإخراج الجثة. وأوضح المصدر ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن البحيرة التي غرق فيها الشاب "مهدي" يبلغ عمقها في بعض الأماكن 3 و4 أمتار، وهناك كميات كبيرة من الأوحال تحت المياه، ما يعيق العثور على الجثة في وقت وجيز. وعبر المتحدث لهسبريس عن مخاوفه أن تكون الجثة أسفل الأوحال، ما قد يعيق أكثر فأكثر الوصول إليها، مؤكدا أن عملية البحث ستتواصل إلى حين العثور عليها وانتشالها، موضحا أن "استقدم أفراد القوات العمومية إلى المكان هو إجراء وقائي لمنع اقتراب المواطنين من محيط البحيرة وعدم التشويش على مجهودات فرق البحث لا غير". وكانت ساكنة المنطقة قد قامت زوال أمس الثلاثاء بقطع الطريق الوطنية رقم 12 لساعات، كشكل احتجاجي على ما سمته "بطء عملية البحث عن الجثة" أسفر عن فتح حوار معها من طرف ممثل عمالة إقليم ميدلت، الذي تعهد بأن يسهر ويتابع الموضوع بنفسه إلى حين إخراج الجثة، وهو ما أقنع المحتجين بإعادة فتح الطريق. في المقابل، استنكر أحمد تمات، من الساكنة المحلية، "عدم تحرك بعض المسؤولين والوفود الأمنية والعسكرية والمدنية التي تحضر في أبسط التدشينات إلى عين المكان من أجل الوقوف على عملية البحث والإشراف عليها"، موردا أن "هذه الحادثة كشفت الغطاء عن الحقيقة المرة وعن الثمن الحقيقي للمنطقة لدى المسؤولين"، على حد تعبيره.