قال لي تشانغ لين، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، إنّ "وحدة الصّين وتايوان مقدّسة وغير قابلة للتّقويض، ولا يمكن المساس بها لا من طرف أمريكا أو أيّ طرف أجنبي"، مبرزا أن "تايوان تنتمي إلى الأمّة الصّينية". وأضاف السّفير الصّيني في الرباط أنّه "يوم 2 غشت الماضي، قامت رئيسة مجلس النّواب الأمريكي بزيارة تايوان، في تطوّر خطير يمسّ السّيادة الصينية، ويخرق الالتزام السّياسي والدبلوماسي لأمريكا". وشدّد الدبلوماسي الصيني ذاته، في رده على سؤال طرحته هسبريس خلال ندوة عقدها بالرباط، على أن "هذه الزّيارة أشعلت بوادر التّوتر من جديد مع أمريكا، كما تهدّد الاستقرار الدّاخلي لتايوان، لأنها أججت وحركت الجماعات الانفصالية والمسلحة"، مبرزا أن "الجمهورية الصّينية الشّعبية دولة واحدة موحّدة ومتماسكة". وعاد المسؤول الصّيني ذاته إلى 25 أكتوبر عام 1971، حينما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها السادسة والعشرين، القرار رقم 2758 الذي ينص على إعادة كافة الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأممالمتحدة، والاعتراف بممثل حكومتها باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للصين. وقال الدبلوماسي ذاته متحدّثا عن تلك الفترة التاريخية: "أمريكا التزمت حينها بوحدة الصّين، وبأن الحكومة الشّعبية هي الممثل الوحيد لدولة الصّين. هذا التزام أمريكي واضح، لكن دائما الأفعال تكون متناقضة مع الالتزامات عند الأمريكيين". وأورد لي تشانغ لين أن "هناك موجة جديدة من التوتر مع أمريكيا صاحبت هذه الزّيارة غير الشّرعية"، مبرزا أن "الأمريكيين هم الذين يخلقون المشاكل والاضطرابات، ويحاولون استغلالها من أجل خدمة مصالحهم الحيوية". وتابع المتحدث ذاته في ردّه على سياقات هذه الزيارة: "أمريكا خانت التزامها السياسي والدبلوماسي مع الصّين، ونحن بصدد الرّد على هذا الخرق غير المسؤول"، مشددا على أن "بكين تجري مناورات عسكرية واضحة ومهنية للرد على هذا التصعيد". كما أورد السفير ذاته أن "هذه الزيارة ستكون لها تبعات سلبية على الاستقرار الداخلي لتايوان، لأن الأمر يتعلق بمشاعر الوحدة الوطنية التي لا يمكن تجاوزها"، وزاد: "ليس هناك خيار آخر سوى الدفاع عن وحدتنا. نحن عائلة واحدة، ننتمي إلى دولة واحدة، وتايوان لم تكن يوما دولة". وزاد المسؤول الصّيني موضحا: "أمريكا في عادتها تخلق المشاكل وتستغلها، وهي تحاول استغلال الورقة التايوانية من أجل كبح جماح الاقتصاد الصّيني والقوة العسكرية الصّينية"، مبرزا أن "زيارة رئيسة مجلس النواب غرضها محاصرة الصين وليّ ذراع الاقتصاد الصّيني". وأردف المتحدث ذاته: "تايوان تنتمي للأمة الصّينية، ولن تكون يوما جزءا من أمريكا؛ هي جزء لا يتجزأ من الصّين"، وزاد: "شؤون الصينيين يجب أن يقررها الصينيون أنفسهم، وقضية تايوان شأن داخلي لجمهورية الصين الشعبية. وهذا يؤثر على مصالح الصين والمشاعر الوطنية للشعب الصيني". ووفق السفير الصيني فإن حل القضية "لا يحتمل أي تدخل خارجي"، مقرا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمت تايوان بالسّلاح، "حيث بلغت قيمة الصفقات العسكرية المبرمة معها 60 مليون دولار".