عرف المؤتمر الجهوي الذي عقده حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الشرق، مساء أمس الأحد، حضور وفد حزبي هام مكون من قادة الحزب الشعبي الإسباني بجهة الأندلس، بإشراف من مركز "الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم". وخلال المؤتمر الذي جدد الثقة في محمد أوجار منسقا ل "الأحرار" على مستوى جهة الشرق، والذي عرف حضور مجموعة من أعضاء المكتب السياسي، وأزيد من 500 مؤتمر، ألقى منسق الحزب الإسباني كلمة باسم خوان مانويل، رئيس الحزب الشعبي الإسباني بجهة الأندلس، وجه من خلالها شكره إلى الملك محمد السادس، ورئيس حزب "الأحرار" وأعضاء مكتبه السياسي. وفي معرض كلمته، أشاد رئيس الحزب الشعبي الإسباني بجهة الأندلس بمستوى العلاقات التي تربط المملكة الإسبانية بشكل عام، والأندلس على وجه الخصوص، مع المملكة المغربية. كما أشار في كلمته خلال المؤتمر المنعقد بمدينة السعيدية، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، إلى أن إقليم الأندلس يعتبر الرابط الجغرافي بين أوروبا وشمال إفريقيا، وقال: "لعبت الأندلس دائما دورا فريدا كجسر بين الضفتين، ومازالت جذورنا المشتركة وثقافتنا وتاريخنا تذكرنا بالقرون الثمانية التي مكث فيها العرب في الأندلس، 8 قرون تركت بصمة يمكن من خلالها فهم الواقع الحالي بإسبانيا، وبالأندلس على وجه الخصوص. كل هذا جعل من الأندلس محورا متميزا في الحوار الإسباني المغربي، وفي الحوار بين الاتحاد الأوروبي والمغرب"، على حد تعبيره. وأضاف: "14 كيلومترا تفصل المغرب عن أقصى جنوب الأندلس، يفصلهما مضيق جبل طارق كحد طبيعي بين إفريقيا والقارة الأوروبية، وتشكل هذه المنطقة العابرة للحدود منطقة استراتيجية للتبادل الاقتصادي والاجتماعي بين الضفتين، حيث يلتقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط". وأكد المتحدث أن سياسة الجوار الأوروبية يجب أن تضمن وجود برامج تعاون عبر الحدود يتم تمويلها بشكل كاف ودال من الصناديق الأوروبية، موردا: "لذا، من الضروري دعم المؤسسات التي تشتغل من الفضاءات العابرة للحدود بين أوروبا وأفريقيا، مثل تلك الفضاءات التي تشغلها جغرافيا كل من الأندلس والمغرب، حيث إن مؤسستيهما تتحملان دورا كبيرا في تلك المساحة الحدودية". كما استحضر رئيس الحزب الشعبي الإسباني بجهة الأندلس، في رسالته الموجهة إلى مؤتمري حزب "الأحرار" بجهة الشرق، التعاون التجاري بين المغرب وحكومة الأندلس، مؤكدا أن الأندلس تحتل ضمن الحكومات المحلية الإسبانية المركز الثالث في ما يتعلق بالصادرات إلى المغرب سنة 2021، وصدرت في السنة نفسها 17 في المائة من الصادرات الإسبانية إلى المملكة، بينما احتل المغرب المرتبة الثامنة بين العملاء الرئيسيين للأندلس، مؤكدا أن المغرب واحد من الأسواق غير الأوروبية الموجودة بين أكثر من عشرة عملاء للأندلس إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين.