شكلت أولويات التعاون الجديد العابر للحدود ميد أطلنتيك محور لقاء جمع أمس الأربعاء عمدة مدينة مالقة (الأندلس جنوب إسبانيا) بعمداء ورؤساء الجهات الشمالية والمدن الأطلسية للمغرب. وتميز هذا اللقاء، الذي شاركت فيه نائبة المدير العام بوزارة الخارجية والتعاون الإسبانية المكلفة بمنطقة المغرب العربي والقنصل العام للمملكة المغربية بالجزيرة الخضراء، بتقييم التعاون العابر للحدود إسبانيا الحدود الخارجية (بوكتفيكس 2007-2013) ومناقشة أولويات التعاون الجديد ميد أطلنتيك (2014 -2020). وألقى عمدة مدينة مالقة، فرانسيسكو دي لاطوري كلمة شكر فيها عمداء ورؤساء البلديات المغربية الذين شاركوا في برنامج التعاون العابر للحدود إسبانيا- الحدود الخارجية (بوكتفيكس) ونوه بالخدمات التي قدموها لإنجاح هذا التعاون. واطلع بالمناسبة على آراء ومقترحات العمداء الجدد الذين سيشاركون في البرنامج الجديد للتعاون العابر للحدود ميد أطلنتيك 2014 -2020، والمجالات ذات الأسبقية التي يرغبون في تطوير التعاون بشأنها مع مالقة، خاصة منها الطاقات المتجددة والحكامة الجهوية والمحلية الرشيدة والبحث والتعليم والتكنولوجيات الجديدة وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة وإنعاش الثقافة المحلية والحفاظ على الموروث الثقافي المادي وغير المادي ومكافحة الفقر والتهميش الاجتماعي وتحسين الربط ووسائل النقل والبيئة. ومن جهتها أشادت نائبة المدير العام بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية المكلفة بمنطقة المغرب العربي، إيفا مارتنيز، بالتعاون القائم بين المغرب والأندلس ووصفته بالمثالي في هذه الجهة من العالم، مشيرة إلى أن ثماره بدأت تينع، ما جعله يحظى باهتمام الوزارة الوصية والجهات المعنية في الاتحاد الأوربي. وأوضح القنصل العام للمملكة المغربية بالجزيرة الخضراء، السيد حسن خنطاش بأن التعاون الجديد العابر للحدود ميد أطلنتيك الذي يسري العمل به خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020 الممول من الصندوق الأوربي للتنمية (فيدير)، سيشمل لأول مرة جهات من الأقاليم الجنوبية للمغرب وسترتكز الشراكة فيه بين إقليم الأندلس والمغرب على قاعدة المناصفة (50 في المائة لكل طرف). وأكد أن مصير إقليم الأندلس والمغرب بجميع مناطقه وجهاته، مصير مشترك، مبرزا العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع الجانبين. وأشار إلى أن التعاون قائم بين الطرفين منذ القدم، لكنه تطور ليشمل قطاعات متعددة وجهات تجمعها قواسم مشتركة في ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، مبرزا أن المغرب وإسبانيا بذلا في السنوات الأخيرة جهودا قيمة لتطوير المشاريع، مذكرا في هذا الصدد بتمويل أزيد من 130 مبادرة في إطار برنامج بوكتفيكس. وقد حضر هذا الاجتماع عمداء ورؤساء بلديات شفشاونوالحسيمة والداخلة والصويرة والقنيطرة والناضور وسلا ونائب عمدة طنجة، كما حضره رئيس جهة تازة - الحسيمة- تاونات. ونظمت مقاطعة مالقة بالمناسبة يوما للتعايش عرضت خلاله مداخلات لعمدة مدينة مالقة والقنصل العام للمملكة بالجزيرة الخضراء وممثلي المجتمع المدني حول التعايش القائم بين جهتي ضفتي البحر الأبيض المتوسط، توج في الختام بحفل موسيقي قدمت فيه وصلات من الطرب الأندلسي والموسيقى العصرية الممزوجة بالجاز والفن الشعبي والكناوي.