يواصل عزيز الرباح، القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية ووزير الطاقة والمعادن السابق، تحركاته من أجل إعلان تأسيس منظمة مدنية جديدة، بعد تجميد عضويته في "حزب المصباح" مباشرة بعد انتخابات 8 شتنبر 2021 وعودة عبد الإله بنكيران إلى قيادة التنظيم. وعلمت هسبريس من مصادر مطلعة أن الرباح شرع منذ مدة في عقد لقاءات مع شخصيات من داخل العدالة والتنمية ومن خارجه، استعدادا لإعلان مبادرته الجديدة. وقال مصدر قيادي من حزب العدالة والتنمية إن "بعض الذين لا يتفقون مع القيادة الجديدة قد يلتحقون بمبادرة الرباح"، لكنه استبعد أن يحدث "انشقاق كبير" داخل الحزب. وأطلق على هذه المبادرة "رواد رابطة الوطن أولا ودائما للكفاءات والمبادرات"، وتأتي، بحسب أرضيتها، التي اطلعت عليها هسبريس، بهدف "إنشاء دينامية جديدة إلى جانب المبادرات الموجودة، وبهدف إنشاء إطار جديد ومنفتح ومؤطر بقيم المجتمع المغربي، وبناء على رغبة العديد من فعاليات المجتمع من مختلف القوى، للعمل والاشتغال في إطار جديد، نظرا للحاجة الملحة إلى مبادرات نوعية للإسهام في صناعة مستقبل الوطن". كما تسعى المبادرة ذاتها إلى "إطلاق عمل وطني جماعي مؤطر بالقيم الأصيلة للمجتمع المغربي، ومنفتح على القيم الإنسانية، وانتقاء كفاءات متعددة نزيهة ومؤثرة من أجل العمل في إطار جديد ومنفتح على القوى والفعاليات الوطنية الجادة والنزيهة". وبخصوص دواعي إطلاق هذه المبادرة، أشارت الأرضية إلى "الحاجة الملحة إلى مبادرات نوعية تستجيب لأولويات النموذج التنموي وتحديات المرحلة، والدفاع عن المصالح العليا للوطن، وضرورة إطلاق مشروع ثقافي مندمج وجامع بين مقومات الانتماء الوطني وتحولات العصر، لتأطير الفئات الاجتماعية، خاصة الشبابية، والحاجة إلى جيل جديد من الإصلاحات يعزز روح المواطنة وتماسك المجتمع وقوة الدولة". وتؤكد الأرضية ذاتها أن الهدف من تأسيس الرابطة هو "خلق دينامية جديدة من أجل الإسهام في بناء المواطن الواعي الفاعل والنزيه، وتقوية المجتمع الحي المتضامن والمنيع، وتمتين الدولة القوية العادلة والراعية". وتسعى المبادرة أيضا إلى "إبداع مجالات جديدة ووسائل متنوعة وعصرية للعمل والتأثير الإيجابي، وإطلاق ومواكبة المبادرات الجادة والمؤثرة والتعاون معها، وتقوية الإيجابية والفعالية والتضامن في المجتمع؛ كما ستعمل على إطلاق برامج توعوية اجتماعية وثقافية واقتصادية وبيئية، واقتراح ومواكبة الإصلاحات والبرامج الوطنية والمحلية، فضلا عن الترافع ودعم القضايا الكبرى للوطن داخليا ودوليا، وكذا الإسهام في تقوية إشعاع الوطن ثقافيا، سياسيا واقتصاديا". من جهة أخرى، تسعى الرابطة إلى "الاشتغال بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة والمؤطرة بالقوانين الجاري بها العمل، قصد تحقيق أهداف الرابطة لخدمة الوطن والمواطن، وذلك عبر تنظيم أنشطة التأطير الفكري والثقافي للأعضاء والمواطنين، وخاصة الشباب، والقيام بتتبع وتقييم السياسات العمومية والتنمية الجهوية والمحلية؛ فضلا عن إعداد برامج التمكين لمواكبة المواطنين، وخاصة الشباب والنساء، وتنظيم الأنشطة الميدانية حسب الفئات والمجالات". ومن المرتقب أن تضم الهيئة ذاتها هيئات وفروع وتنسيقيات وتخصصات مختلفة، وتكون عضويتها مفتوحة للجميع، مع اشتراط النزاهة والفعالية والمساهمة الفعالة، وتمكين الكفاءات نساء وذكورا من تحقيق الإنصاف. كما ستحدث فروع بالخارج وجهات المملكة، ولجان متخصصة ومكتب وطني تنفيذي ومجلس إداري للبرمجة والتوجيه والتنسيق.