توالت زيارات العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى المملكة في الأشهر الأخيرة، في إشارة واضحة إلى التقارب الأمني بين الرباط وتل أبيب بخصوص بعض التحديات المشتركة، لا سيما ذات الصلة بأوضاع المنطقة. ويرتقب أن يحل أفيف كوخافي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بالمغرب في الأسبوع المقبل، لتدارس مجموعة من الملفات الثنائية؛ وهي أول زيارة رسمية لهذا المسؤول العسكري رفيع المستوى إلى المغرب. ويأتي ذلك بعد الزيارة المهمة التي قام بها بيني غانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إلى الرباط لتوقيع اتفاقيات أمنية عديدة بين البلدين، بالإضافة إلى العديد من الزيارات الرسمية الأخرى التي قام بها مسؤولون في أجهزة الداخلية والمخابرات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، قال محمد الطيار، باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنية، إن "هناك روابط تاريخية وثقافية عديدة تجمع الشعبين المغربي والإسرائيلي، إضافة إلى المصالح المشتركة بين الدولتين، ناهيك عن التحديات الإقليمية المحيطة بكلا الدولتين". وأضاف الطيار، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العديد من العوامل المشتركة جعلت العلاقة بين الرباط وتل أبيب تعرف تطورا وتوسعا سريعا، وتعاونا متنوعا في جميع المستويات والمجالات". وأردف: "في المجال العملياتي والاستخباراتي، توجد مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري، وخطة عمل ثنائية تشرف على تنزيلها لجنة مشتركة؛ لذلك فزيارة المسؤول العسكري الإسرائيلي تدخل في إطار تعزيز هذه الشراكة الإستراتيجية في المجال العسكري والأمني، وتطوير التعاون والتدريب المشترك، وتنويع المشتريات العسكرية". واستطرد الخبير الأمني بأن "تعزيز التنسيق المتبادل بين المغرب وإسرائيل في شتى المجالات، باعتبارهما قوتين إقليميتين، من شأنه الرفع من قدرتهما في التصدي لمختلف التهديدات والمخاطر المحدقة بالأمن القومي لكلا الدولتين". وتابع المتحدث عينه أن التنسيق المشترك من شأنه "تسهيل وتجاوز عقبات بناء الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، والدفع بمسار إحلال السلام، وترسيخ ثقافة التعايش المشترك".