لم يترك عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فرصة لقائه مع أعضاء اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية، اليوم السبت 25 يونيو، دون إعلان مواقفه من عدد من القضايا المجتمعية الإشكالية. بنكيران أعلن رفضه الواضح دعوات المساواة في الإرث بين الجنسين، معتبرا أن هذه القضية محسومة بنص القرآن، كما لم يتردد في إعلان معارضته دعوات إلغاء زواج القاصرات، معتبرا أن الأمر بيد القضاء. وقال المتحدث ذاته: "إن المغاربة ليست لديهم مشاكل مع الإرث، ولم يشتكوا لأحد"، داعيا أعضاء حزبه إلى عدم السكوت عن هذا الأمر، وأضاف مخاطبا أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان: "حينما تتهمين الإسلام بتأنيث الفقر فهل تعين ما تقولين، أم فقط تلقين الكلمات جزافا؟"، معتبرا دعوتها إلى المساواة في الإرث "اتهاما لله وللرسول بالظلم". أما بخصوص زواج القاصرات فاعتبر بنكيران أن هذا الأمر بيد القاضي، الذي ينظر في إمكانية قدرة الفتاة على الزواج من عدمها. واستغرب السياسي ذاته رفض البعض زواج القاصرات دون استحضار السياق الاجتماعي، وظروف كل فتاة على حدة، معتبرا أنه ليست كل النساء مثل أمينة بوعياش، بل هناك من الأسر من لا تجد ما تطعم به أبناءها وبناتها. وتابع الأمين العام ل"حزب المصباح": "تعارضون زواج القاصرات، لكنكم تدافعون عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، حتى ولو كان طرفاها قاصرين"، قبل أن يستدرك: "نحن لسنا ضد حقوق المرأة، وإذا كانت هناك دعوة للحوار في إطار الشرع فنحن نرحب بها". في السياق ذاته، شدد عبد الإله بنكيران على ضرورة تمسك أعضاء حزبه بالمرجعية الإسلامية وتمثلها في سلوكهم ومعاملاتهم، وأضاف: "ليس مهما أن يحصل الحزب على نتائج إيجابية، لكن المهم أن يتمسك بما يمثله، أي العقيدة والمبادئ والأخلاق والسمو والرفعة، والمهم أن يبقى حزب العدالة والتنمية وأعضاؤه مرفوعي الهامة". ودعا بنكيران أعضاء حزبه إلى ضرورة العودة إلى المرجعية الإسلامية، معتبرا أن "السياسة التي تتضايق من كلام الله ورسوله لا حاجة لها"، ومشددا على أن "أعضاء الحزب يجب أن يعطوا القدوة والمثال لباقي المواطنين". وشدد المتحدث ذاته على أن حزبه لم يأت من أجل المقاعد، رغم أهميتها، مردفا: "نحن نريد المقاعد، لكن ليس لأجلها جئنا، بل جئنا من أجل أشياء أخرى". إلى ذلك، اعتبر بنكيران أن الأوضاع التي يعيشها العالم اليوم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية "لا يعرف أحد إلى أين ستقودنا"، مشيرا إلى أن "العالم متجه نحو المجهول"، وأضاف: "في ظل هذه الظروف يجب أن نتمسك بمرجعيتنا الإسلامية، وبملكنا باعتباره إماما للأمة وأميرا للمؤمنين"، مبرزا أن "الفضل في الحفاظ على التنوع داخل المغرب يرجع إلى الملكية". كما كشف بنكيران وجود اتصالات بينه وبين عزيز أخنوش، مؤكدا أن الأخير الآن رئيس حكومة، "ونجاحه نجاح للمغرب كله"، لكنه نبهه إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الذين فازوا باسم حزبه في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن أغلبهم ليسوا أهلا لأن يؤتمنوا على مصالح المواطنين.