طوال الأيام الأربعة الماضية، حلّقت أسراب كثيفة من المظليين المشاركين في مناورات "الأسد الإفريقي"، مغطين سماء المحبس، في تدريب على القفز المظلي في مناطق حساسة. وحسب معطيات هسبريس فقد حلقت طائرات للنقل الجوي العسكري تابعة لقوات الأسد الإفريقي في سماء المحبس، قبل أن تظهر أسراب المظليين، في تمرين إنزال جوي، وهي تناور في سماء المدينة التي تبعد بحوالي 220 كيلومترا جنوب شرق كلميم. ووفقا للمصادر نفسها فقد انطلقت طائرات من المطار العسكري بأكادير وأخرى من إيطاليا محملة بعشرات المظليين الذين قاموا بحركات معقدة تتطلب مهارات تطبيقية وكفايات تقنية دقيقة. وتعتبر المحبس من أهم المناطق العسكرية بحكم وجودها على بُعد أقل من أربعين كيلومترا عن مخيمات تندوف، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية للمملكة. وفي وقت سابق، وصلت الجيوش المشاركة في مناورات "الأسد الإفريقي" إلى منطقة المحبس، بآلياتها العسكرية، في إطار التداريب الميدانية المقامة هذه السنة في الصحراء المغربية. وهذه ثاني مرة ينزل الجيش الأمريكي في الصحراء المغربية بعتاده العسكري للمشاركة في مناورات دأب على تنظيمها بمعية المغرب كل عام. وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي ضمن مناورات "الأسد الإفريقي" في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، إذ إن "البوليساريو" لطالما ادعت "قصف منطقة المحبس" في إطار أخبار زائفة تروج خرق وقف إطلاق النار. يذكر أنه انطلقت، أول أمس الاثنين بأكادير، بناء على التعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة "الأسد الإفريقي 2022". وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 30 يونيو الجاري بمناطق أكادير وتيفنيت وطانطان والمحبس وتافراوت وبن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من جيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية. ويعزز التمرين قابلية التشغيل البيني بين الدول الشريكة، ويدعم الاستعداد الإستراتيجي العسكري للولايات المتحدة للاستجابة للأزمات والطوارئ في إفريقيا وحول العالم. وبميزانية قدرها 36 مليون دولار، يجمع "الأسد الإفريقي" لهذا العام 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى. وفي البرنامج: تدريبات بالذخيرة الحية ومناورات عسكرية وجوية، ودخول قسري مشترك مع مظليين خلال تمرين ميداني، بالإضافة إلى تمرين استجابة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.