في ثالثة محطاتها ضمن "جولة مهرجان كناوة"، أضاءت نغمات "تكناويت" ليالي مدينة الدارالبيضاء، وجذبت عشاق هذا اللون الموسيقي من مختلف الأعمَار والأجناس. وسافر عشاق "تكناويت"، الذي حجّ إلى ساحة المركب الرياضي محمد الخامس، إلى عمق القارة السمراء، على إيقاعات أوتار آلة "الكنبري" وقرع "القراقب" وضربات "الطبل"، لتتفاعل إيقاعات الآلات الأصيلة مع أدوات موسيقية عصرية. وشكل هذا المزج الموسيقي نقطة تلاق امتزج فيها الحاضر بالبعد الثقافي، وإقامة شراكة تتمحور حول موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة، في مهرجان يعد مختبرا حقيقيا لتجربة أجناس موسيقية مختلفة وأستوديوها مفتوحا بالهواء الطلق، يمنح عشاق الموسيقى فرصة متابعة مزج فني موسيقي فريد يجتمع فيه "لمْعلمين" بجيل الشباب من عشاق كناوة. هذا المزج بين موسيقى العالم اعتبره لمعلم حسن بوسو، نائب رئيس جمعية يرمى لموسيقى كناوة، "انفتاحا يسمح للجمهور بالتعرف على أنماط أخرى من الموسيقى ويتذوقها، وله الفضل في إشعاع موسيقى كناوة في العالم، وتصنيفها كتراث مادي لا إنساني". ولطالما ارتبطت متعة "تاكناويت" بمدينة الصويرة، أبرز بوسو في حديثه لهسبريس، أن هذه الجولة تحتفي باعتراف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بفن كناوة، وإدراجه ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بمُشاركة معلمين من مختلف المدن المغربية. كما أنّ تنظيم التظاهرة في قالب جولة فرضتها ظروف الجائحة، التي منعت التجمعات الكبرى". وتميزت عروض المحطة الثالثة، التي احتضنتها مدينة الدارالبيضاء على مدى ثلاثة أيام، بتقديم لوحات فنية جمالية قدمت من طرف "المعلمين" َكرشيد الحمزاوي، الذي رافقته نجلته أسماء على المنصة في سفر موسيقي كناوي، وحسن بوسو الذي سحر الجمهور رفقة الفنانة سكينة فحصي وبيير فاصيني، بمزج موسيقي سافر بهم إلى عوالم مختلفة. وانضم كل من الفنان الإسرائيلي عمري مور ومهدي الناسولي وكريم زياد في لوحة فنية أطلقوا عليها "تريو أصالة"، إلى لمعلم عبد الرحيم أوغلاس وإسماعيل راحيل وخالد سانسي، في اليوم الثاني من جولة كناوة بالبيضاء، مشكلين لوحات فنية تستقي من روح "كناوة" ذات النفحة الروحية المرتبطة بوجع العبيد ورقصاتها الدالة على التحرر، ليتم إسدال ستار هذه المحطة بحفل جمع لمعلم عبد النبي كداري وكايا لوم في حفل فني أقيم باللوزين.