آل لقبُ رجل السنة فِي صحيفة "جيروزالِيم بوستْ" الإسرائيليَّة، إلى الجنرال عبد الفتاح السيسِي، الذِي قالت إنهُ أصبحَ حاكمًا فعليًّا في مصر ما بعد الإخوان، دون أنْ تترددَ في وصفِ عزلهِ مرسِي ب"الانقلابِ العسكرِي"، الذِي جاء على إثر مظاهراتٍ حاشدةٍ عرفتها مصر، أعادتْ عقاربَ الربِيع العربِي كثيرًا إلى الوراء. الصحيفة الإسرائيليَّة أوردتْ أنَّ ركُوب الإسلاميِّين موجة الاحتجاجات الشعبيَّة وديناميتها على مستوى المنطقة، وكذَا التدبير "الذِي وصفته بالاستبدادِي" لمرسِي"، أمور أفضتْ إلى التحولات الكبرى في2013 ، غير مستبعدةٍ أنْ يكونَ السيسِي فِي طورِ الاستعداد لتولِي الرئاسة في مصر، دأبًا على سابقِيه، الذِين بدءوا التقلِيد منذ 1952 مع جمال عبد الناصر، وإطاحة الضباط الأحرار بالملك فاروق، فتقررَ إلغاء الملكيَّة، التِي لمْ يكنْ زوالُهَا إيذانًا بنهاية الديكتاتوريَّة، بقدر ما جعلَتْ العسكر يثبت دعائم حكمه. الصحيفة ذاتها زادتْ أنَّ ما حصلَ فِي مصرْ بإمكانهِ أنْ يرسم صورة على ما هو قادمٌ إلى العالم العربِي، مضيفةً أنَّ السيسِي يستندُ في إمساكهِ بزمام الحكم، إلى ما ظلَّ يثارُ حول عدم جاهزيَّة دول المنطقة، إلى بلوغ صيغةٍ ديمقراطيَّة فِي الحكم، وإحالته إلى العراق، وما لحقَ سقوطَ الرئيس السابق، صدام حسين، من خرابٍ، فمعَ أنَّهُ لمْ يكن البتة ديمقراطيًّا إلَّا أنَّهُ استطاعَ أنْ يضبطَ الأمُور. "جيروزالِيم بوستْ" أردفتْ أنَّ فشلَ الولاياتِ المتحدَة فِي إرساء الديمقراطيَّة بالعراق، من شأنهِ أنْ يجعل حكام مصر لا يكترثُون لنصائح العام سام بشأن الديمقراطيَّة، وأنَّهُمْ فِي حال أخذُوا بهَا سيجدُون أنفُسَهُمْ فِي وضعٍ شبيه بالعراق. وصلةً بالتحولات الاستراتيجيَّة التِي أحدثها الربِيع العربِي، وجاء الخريفُ الذِي عصفَ بالإسلاميِّين، ليضيفَ إليها مستجداتٍ أخرى، زادتْ الصحيفة أنَّ السيسِي سيحرصُ على علاقةِ مصر بالخارج، بحر العام الحالِي، كمَا سيتجهُ إلى تمتين العلاقاتِ مع دول لمْ تكن حاضرةً بقوة لدى حكام مص، كروسيا والصين، اللتين تقوتَا بعد الربِيع العربِي، فيمَا خذَلتْ الولايات الأمريكيَّة حلفاءَها بالإحجام عنْ ضربِ الأسد، والسير إلى التفاهم مع إيران. عزلُ الرئيس محمد مرسِي، واتخاذِ قرارات كبرى، منها اعتبار "الإخوان المسلمِين" جماعة إرهابية"، وحكمهُ الفعلِي لمصر، التِي لمْ يطل حكم الإخوان لهَا عواملٌ جعلتْ "جيروزالِيمْ بوستْ" ترى في السيسي رجلَ السنة في المنطقة، وهُو ما أثارَ عدَّة انتقاداتٍ على الوسائط الاجتماعيَّة، ممن ذهبُوا إلَى أنَّ خصَّ الإسرائيليِّين للسيسي باللقب، دليلٌ على رضَا تلْ أبِيب، فيمَا رأى آخرون أنَّ اللقب مردُّه إلى نفوذ في أرضِ الواقع، وما ورودهُ في صحيفة من الصحف سوى صدى.