احتضنت قاعة العروض بالمركب الثقافي محمد حجّي بمدينة سلاالجديدة، مساء أمس الجمعة 10 يونيو الجاري، حفل إطلاق مشروع 150 قاعة سينمائية للأفلام المغربية؛ ليتم تدشين أول قاعة سينمائية بفضاء دار الثقافة بسلاالجديدة، مع إتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة جماعية لعرض فيلم سينمائي عن مسار عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، حمَل عنوان "السلطانة التي لا تُنسى"، للمخرج محمد عبد الرحمان التازي. وشهد الحفل الذي ترأسه محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، حضور فعالياتٍ ثقافية مرموقة، وشخصيات فنية مغربية أثثت جنبات الفضاء الثقافي الجديد الذي جرى العمل على إصلاحه وترميمه في إطار إطلاق مشروع الوزارة الهادف إلى افتتاح 150 قاعة سينمائية مغربية في مناطق مغربية بحلول نهاية العام الجاري 2022. وتُقدّم القاعة السينمائية، التي افتُتِحت في حلة جديدة، العديد من الخدمات للعموم الوافدين عليها من مدينة سلاالجديدة والمناطق المجاورة لها، كما ستحتضن، بشكل دوري، برمجة أفلام سينمائية مغربية وعروضا مسرحية وموسيقية؛ مع الرهان بدرجة كبيرة على الإنتاجات الوطنية. كما تراعي هذه القاعة حاجات فئة الأطفال، موفرةً لهم العديد من الفضاءات الخاصة بهم، فضلا عن الألعاب الإلكترونية. هذا التدشين يندرج في سياق تفعيل مفهوم "الصناعة الثقافية"، وجعلها مُدرّة للدخل وعامِلَ نهوضٍ بالاقتصاد الوطني، وهو ما عبّر عنه الوزير بنسعيد في تصريح لوسائل الإعلام بحديثه عن الصناعة الثقافية كتحدّ رفعته الوزارة الوصية على القطاع منذ تولّي الحكومة مهامّها، قبل أن يؤكد أن "بلوغ صناعة ثقافية مغربية ذات جودة يستدعي بنيات تحتية بمعايير محترَمة تمكّن الفنانين والمبدعين من إبراز أعمالهم وإنتاجاتهم المسرحية والسينمائية والموسيقية". وتابع بنسعيد تصريحه بالتأكيد على أن الاختيار وَقعَ على افتتاح قاعة سينمائية بسلاالجديدة "لتكون تجربة أولى رائدة قصد أن نتعلّم منها ونستفيد من مختلف الإشكاليات المطروحة الممكنة"، مورداً في هذا الصدد أن "المسطرة الإدارية شرعت فعلياً في تأهيل 150 قاعة في مجمل التراب الوطني، في أفق أن تصير جاهزة وقابلة للاشتغال بحلول أواخر سنة 2022′′، وهو ما سيدفع الوزارة إلى الاستفادة من تجارب البرمجة والتنظيم وكيفية استغلال الفضاءات الثقافية بصفة عامة. وأقرّ وزير الثقافة بصعوبة الحسم في كل مراحل هذه العملية، خاصة في الشق الخاص ب"البرمجة الثقافية للعروض الموسيقية والأفلام والمسرحيات"، لافتاً إلى أن "جميع الأنشطة الثقافية، مِن موسيقى ومسرح وسينما، ستكون من إنتاج وطني مغربي مائة في المائة"، لأن "فضاء عرضِها هو مؤسسة عمومية تابعة وخاضعة لسلطة وزارة الثقافة المغربية". من جهته، تحدّث المخرج محمد عبد الرحمان التازي، الذي يعدّ من الرعيل الأوّل للصناعة السينمائية بالمغرب، في كلمة له بمناسبة افتتاح "قاعة سلاالجديدة"، عن سعادته لعودة العلاقة الحيوية بين المتفرّج والمبدع الفنان بعد فترة انقطاع فرضها الوباء الذي جَثم على أنفاس الثقافة بالمغرب. وأضاف التازي أنه ابتداءً من دجنبر من السنة الجارية، وهو موعد افتتاح قاعات سينمائية أخرى بجهات المملكة، "لن يظل هذا المشكل مطروحاً، بل ما ينقُص فقط هو حضور مكثف للجمهور لمتابعة جديد المبدعين في القاعات"، منوّهاً بأن ذلك يتيح "فرصة للشباب للاطلاع على تاريخ المغرب سياسياً واقتصادياً وفنياً". يشار إلى المركز الثقافي بسلاالجديدة كان قد افتُتح عام 2006، ويضمّ جناحيْن يتوفران على قاعات للمعلوميات وورشات الأطفال وقاعة للندوات، بالإضافة إلى قاعات للسينما والمسرح والموسيقى وإجراء التداريب؛ وجرى خلال فترة الحجر الصحي ترميم وإصلاح القاعات وإعادة تجهيزها، قبل أن يستقر اختيار الوزارة عليه لاحتضان مشروع أول قاعة سينمائية تُفتح في وجه العموم، حسب إفادة مصطفى ناجي، مدير "دار الثقافة" بسلاالجديدة.