سيظل موسم 2018 / 2019 ببطولة الدوري الإنجليزي لكرة القدم خالدا إلى الأبد في أذهان محبي الساحرة المستديرة ليس في إنجلترا فحسب بل في أوروبا، بعدما شهد صراعا ساخنا من أجل الحصول على اللقب. وظلت المطاردة قائمة بين مانشستر سيتي وليفربول للفوز بالبطولة حتى المرحلة الأخيرة من الموسم المنصرم، قبل أن يحسم فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الأمور لمصلحته في النهاية، ليتوج باللقب للموسم الثاني على التوالي. وقال غوارديولا عقب حصد فريقه اللقب "يتعين علينا تهنئة فريق ليفربول، ونتقدم لهم بجزيل الشكر بعدما دفعونا للارتقاء بمستوياتنا عن الموسم السابق". وأضاف غوارديولا "أعتقد أننا حققنا مستوى أعلى في الموسم المنقضي. وساعدنا ليفربول في البقاء على هذا النسق طوال الوقت". وبدا ليفربول في طريقه للحصول على اللقب الغائب عنه منذ 29 عاما، عندما زار مانشستر سيتي في الثالث من يناير الماضي حيث كانت الفرصة سانحة أمامه للتحليق في الصدارة بفارق عشر نقاط. لكن مانشستر سيتي (المدافع عن اللقب)، تمكن من الفوز(2 - 1)، ليلقي بلكمته الأولى في وجه منافسه خلال المعركة المحتدمة التي دارت بينهما طوال الموسم. وكانت تلك الخسارة هي الوحيدة التي تلقاها ليفربول خلال الموسم الفائت، لكنها أعطت قبلة الحياة لمانشستر من أجل الصعود للصدارة والتشبث بها. من جانبه، قال الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، الذي احتل المركز الثاني برصيد 97 نقطة "ينبغي علي توجيه التهنئة لمانشستر سيتي. لقد لعبوا موسما مذهلا". وأشار كلوب "الحصول على 97 نقطة خلال موسم واحد أمر لا يصدق، لكنها لم تكن كافية للفوز بالبطولة أمام مانشستر سيتي". أوضح مدرب ليفربول "كان من السهل التتويج باللقب بحصد 97 نقطة في أي بلد آخر. لكن يتعين علينا تقبل الأمر هنا". وحقق مانشستر سيتي ثاني أعلى رصيد في تاريخ المسابقة العريقة، حيث تأخر بفارق نقطتين فقط عن الرقم القياسي المسجل باسمه في الموسم الماضي، عندما نال اللقب بعد حصده 100 نقطة. وبلغت إجمالي النقاط التي حصل عليها مانشستر سيتي وليفربول 195 نقطة خلال الموسم المنصرم، وهذا معدل قياسي لفريقين في موسم واحد في تاريخ البطولة، حيث تفوق بفارق 14 نقطة على إجمالي النقاط التي نالها سيتي ومانشستر يونايتد (بطل ووصيف النسخة الماضية). كما وصل مجموع الانتصارات التي حققها الفريقان في الموسم المنقضي 62 انتصارا، بواقع 32 فوزا لمانشستر سيتي و30 فوزا لليفربول، ليحققا رقما قياسيا جديدا أيضا. وسار الفريقان على نهج أبطال الألقاب الكبرى، بعدما اختتما الموسم بشكل ممتاز، حيث فاز سيتي بجميع مبارياته ال14 الأخيرة في المسابقة، فيما حافظ ليفربول على سجله خاليا من الهزائم في آخر 17 لقاء. وقال البلجيكي فينسنت كومباني، قائد مانشستر سيتي، "كانت الفوز ببطولة الدوري هو الأصعب والأكثر إرضاء على الإطلاق". وتابع "ليفربول كان استثنائيا هذا العام. لم يستحق أن يكون في المركز الثاني هذا الموسم". أنهى تشيلسي المسابقة في المركز الثالث، ورغم تأخره بفارق 25 نقطة خلف ليفربول، لكنه حجز مقعده في مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم برفقة توتنهام هوتسبير، صاحب المركز الرابع. وأخفق أرسنال، في موسمه الأول مع المدرب الإسباني أوناي إيمري، وكذلك مانشستر يونايتد في التواجد بالمربع الذهبي، بحصولهما على المركزين الخامس والسادس على الترتيب، ليشاركا في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل. وظهر وولفرهامبتون بشكل مفاجئ ليحصل على المركز السابع في ترتيب البطولة التي عادوا إليها من جديد، وربما يصعد للدوري الأوروبي أيضا، حال فوز مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد يوم السبت القادم على واتفورد، الذي يتعين عليه الفوز باللقب من أجل المشاركة في البطولة القارية. ولم يكن الحظ حليفا لفريقي كارديف سيتي وفولهام، اللذين صعدا للدوري الممتاز برفقة وولفرهامبتون في الموسم المنقضي، حيث عادا من جديد لدوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب) برفقة هيدرسفيلد تاون (متذيل الترتيب). وأصيب كارديف سيتي بمأساة في يناير الماضي، بعدما لقي مهاجمه الأرجنتيني إيميليانو سالا مصرعه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر أثناء توجهه للانضمام للفريق بعدما أنهى مسيرته مع فريق نانت الفرنسي. وجاء ذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من مصرع مالك نادي ليستر سيتي فيتشاي سريفادهانابرابا عندما تحطمت مروحيته خارج ملعب النادي بعد مباراة في أكتوبر الماضي. ويعتبر ليستر سيتي أحد خمسة فرق في البطولة قامت بتغيير مدربيها في الموسم الفائت، حيث كان آخرهم كريس هوتون، مدرب برايتون، اليوم الاثنين. وجاء البرتغالي جوزيه مورينيو كأبرز المدربين الذين غادروا الدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي، بعدما أقيل من تدريب مانشستر يونايتد في ديسمبر الماضي بسبب سوء النتائج. وتولى النرويجي أولي جونار سولسكاير تدريب يونايتد خلفا لمورينيو بصورة مؤقتة، قبل أن يتم تثبيته في منصبه بشكل دائم عقب تحقيقه 14 انتصارا في 19 مباراة. وتسبب تراجع نتائج مانشستر يونايتد خلال المراحل الأخيرة في ابتعاده عن سباق المنافسة على التأهل لدوري الأبطال، حيث فشل في تحقيق أي فوز خلال مبارياته الخمس الأخيرة، ليبتعد بفارق 32 نقطة عن جاره مانشستر سيتي. وأكد سولسكاير "أمامنا مهمة كبيرة للغاية، نريد جميعا العودة إلى موقعنا على القمة. في تلك اللحظة يوجد فريقان متفوقان علينا". على الصعيد الإحصائي، تقاسم النجم الدولي المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول، جائزة (الحذاء الذهبي) كأفضل هداف في البطولة مع الجناح السنغالي ساديو ماني، زميله في صفوف الفريق الأحمر، والمهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، لاعب أرسنال، برصيد 22 هدفا لكل منهم. في المقابل، حصل البرازيلي أليسون بيكر، حارس مرمى ليفربول، على جائزة (القفاز الذهبي)، بعدما حافظ على نظافة شباكه في 21 مباراة بالمسابقة.