روبرتو موراليس مدريد، 13 نوفمبر/تشرين ثان (إفى): يسير الأرجنتيني سانتياغو سولاري، على درب الفرنسي زين الدين زيدان، بعد أن راهنت عليه إدارة ريال مدريد ومنحته عقدا جديدا حتى 2021 ليصبح المدرب ال13 الذي يجلس على مقعد المدير الفني للميرينغي تحت رئاسة فلورنتينو بيريز. وبعد البداية السيئة للموسم الجاري مع غولين لوبيتيغي والتي انتهت بإقالته بعد الهزيمة المدوية من الغريم التقليدي برشلونة (5-1) على ملعب (كامب نو) نهاية الشهر الماضي، قررت إدارة النادي منح الفرصة لسولاري الذي لم يفرط فيها وحقق أربعة انتصارات متتالية: اثنين في الليغا (على بلد الوليد وسيلتا فيغو)، وواحد في كأس الملك (على مليلية)، وآخر في دوري الأبطال (على فيكتوريا بلزن التشيكي). وأصبح سولاري (42 عاما) الأرجنتيني الرابع الذي يتولى ناصية الأمور الفنية للميرينغي بعد لويس أنطونيو كارنيليا وألفريدو دي ستيفانو وخورخي فالدانو. وتناوب على مقعد المدير الفني للفريق الملكي خلال الحقبة الأولى لبيريز كرئيس للنادي (2000-2006)، ستة مدربين، حيث كانت البداية مع فيسنتي ديل بوسكي الذي لم يُجدد عقده برغم الفوز بلقب دوري الأبطال مرتين، ولقب في الإنتركونتيننتال والليغا. وظل ديل بوسكي في منصبه حتى 2003 ، قبل أن يقرر بيريز المراهنة على مساعد الأسطورة الإسكتلندي، السير أليكس فيرغسون، البرتغالي كارلوس كيروش، ولكنه لم يصمد سوى موسم وحيد (2003-2004). ثم جاء الدور بعد ذلك على خوسيه أنطونيو كاماتشو الذي أدار الفريق في ثلاث مباريات بالليغا، ومباراة في دوري الأبطال، قبل أن يستقيل من منصبه لعدم قدرته على السيطرة على غرف ملابس الفريق الملقب حينها بال(غالاكتيكوس). واستقرت إدارة الريال بعد ذلك على اسم ماريانو غارسيا ريمون الذي ظل في منصبه 100 يوما قبل أن تتم إقالته بنهاية عام 2004. واتجه بيريز بعد ذلك للمدرسة اللاتينية من خلال التعاقد مع البرازيلي فانديرلي لوكسمبورغو الذي استمر حتى دجنبر من العام التالي، ولكنه لم يكن أحسن حظا من سابقيه ولم يصبر عليه بيريز ليقال من منصبه ويأتي خوان رامون لوبيز كارو الذي كان مدربا للفريق الرديف آنذاك، لينهي الموسم في المركز الثاني ويرحل هو الآخر. وفي عام 2009 ، وتحديدا بعد يوم واحد من فوزه برئاسة النادي لحقبة ثانية، أعلن بيريز عن أولى صفقاته بالتعاقد مع المدرب التشيلي مانويل بليغريني، ولكنه لم يكمل مدته ورحل بنهاية ذاك الموسم دون أي لقب ، حيث خرج الفريق مبكرا من كأس الملك، ومن ثمن النهائي في دوري الأبطال أمام أوليمبيك ليون الفرنسي. ثم جاءت حقبة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سبقته سمعته الكبيرة والإنجازات التي حققها مع بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي وإنتر ميلانو الإيطالي. وكان بيريز يهدف من هذه الصفقة إعادة الهيبة للفريق الملكي على المستويين المحلي والقاري، فضلا عن إنهاء سيطرة الغريم التقليدي برشلونة على الأخضر واليابس مع أسطورته التدريبية بيب غوارديولا. وعلى مدار ثلاث سنوات كانت حافلة بالكثير من الجدل والتصرفات المثيرة سواء داخل أو خارج الملعب، تمكن الفريق من حصد ثلاثة القاب: الليغا وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني. ورحل مورينيو بعد فشله في إعادة الفريق على الخارطة القارية والاكتفاء فقط بالظهور على منصات التتويج داخل إسبانيا، حيث واصل بيريز رهانه على الأسماء الكبيرة ليستقر به المطاف على جلب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. ولم يخب ظن بيريز في رهانه على المدرب الإيطالي المخضرم الذي قاد الفريق لعام مليء بالألقاب (2014) أعاد خلاله لقب دوري الأبطال (العاشر) لخزانة بطولات الريال بعد 12 عاما من الغياب، بالإضافة للسوبر الأوروبي والإسباني ومونديال الأندية. إلا أن الأحوال تغيرت في العام التالي (2015) حيث انتهت مسيرة طويلة من الانتصارات، وبدأت مرحلة الانحدار، لينهي الموسم خالي الوفاض، ويرحل عن الفريق. ثم جاء الإعلان عن التعاقد في صيف 2015 مع اسم ليس بالغريب على مسامع جماهير الريال، نظرا لمسيرته الرائعة سواء في إسبانيا أو مع ليفربول الإنجليزي، وهو رافائيل بنيتيز. ولكن سرعان ما تحول هذا الحلم لكابوس، حيث حقق الفريق أسوأ بداية في تاريخه، ليرحل سريعا في يناير 2016 بعد خسارة الفريق أمام برشلونة في قلب (سانتياغو برنابيو) برباعية نظيفة. ولعل هذه الإقالة كانت سببا في تحول كبير في تاريخ النادي، حيث قررت الإدارة منح الفرصة لاسم لا يشق له غبار وأحد أبرز من ارتدى القميص الملكي عبر تاريخه وهو الفرنسي زين الدين زيدان، الذي كان مدربا حينها للفريق الرديف (لا كاستيا). وجاء اختيار زيدان في محله، حيث أنه خلال فترة وجيزة أعاد الفريق على الطريق الصحيح وتمكن من إنهاء الموسم وهو جالس على عرش دوري الأبطال. وتوقع البعض أن الأمر مجرد ضربة حظ، ولكن عاد زيدان ليبرهن على خطأ هذا الاعتقاد حيث دخل مع النادي تاريخ القارة العجوز و(الكأس ذات الأذنين) من الباب الكبير بعد أن أصبح الريال أول ناد يحافظ على اللقب ثلاثة أعوام متتالية. ولكن على الرغم من هذه النجاحات المبهرة، إلا أن الجميع فوجئ برحيل زيزو بنهاية الموسم الماضي، ليأتي الدور على غولين لوبيتيغي الذي رحل بعد نحو أربعة أشهر عقب الخسارة القاسية أمام برشلونة بخماسية نظيفة في (كلاسيكو الأرض) على ملعب (كامب نو). والسؤال الذي يتبادر لذهن جماهير الميرينغي، هل سيسير سولاري على درب زيدان، ويحفر اسمه ضمن كبار المدربين في العالم، أم يلحق بسلفه لوبيتيغي وينضم لقائمة طويلة من المدربين الذين مروا على مقعد المدير الفني للمرينغي ودخلوا طي النسيان.