أن يمر أي فريق في العالم -مهما عَظُمة قوته- بيوم أسود فهذا أمر طبيعي، ويعود ذلك إلى الإرهاق والإصابات.. لكن الأسوأ من كل ذلك ألَّا يتعلم الفريق نفسه من كل أخطائه السابقة حتى مع تغيير المدرب وطريق اللعب. من شاهد مباراة ريال مدريد أمام إشبيلية مساء الأربعاء ضمن الجولة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم يعود سريعاً بالذاكرة إلى نفس الفريق في الموسم الماضي بقيادة زين الدين زيدان، عندما كلل الفريق الملكي موسمه بالأخطاء الدفاعية الكارثية والتراجع الخطير في خط الوسط وغياب الهجوم. أضاع ريال مدريد في الموسم الماضي العديد من الفرص السهلة، وذهبت الكثير من النقاط هدراً أمام فرق ضعيفة أو متواضعة، ما أثّر بطبيعة الحال على الموسم بأكمله حيث أنهاه بفارق كبير عن البطل برشلونة. المشكلة الدفاعية لم يتم معالجتها في الصيف للأسف، انشغلت إدارة ريال مدريد برحيل كريستيانو رونالدو وعملية تعويضه، هل يأتي نيمار أم ايدين هازارد، وفي النهاية تم التعاقد مع حارس مرمى في حين يملك الفريق واحدا من أفضل الحراس في أوروبا وهو كيلور نافاس. شاهدنا أمام إشبيلية "شوارع" دفاعية أعرض من شوارع إمارة دبي، أخطاء بالجملة من مارسيلو وسيرجيو راموس، كانا خارج الخدمة بالفعل. إضافة إلى ذلك، ساعد تراجع مستوى خط الوسط في تراجع الفريق بأكمله قبل أن ينهار الفريق في 22 دقيقة فقط. وبين الموسم الماضي والموسم الحالي، نرّى بأن لوبيتيغي لم يعالج مشكلة الفريق الأساسية أبداً، لا بل بقي متفرجاً في مباراة الأربعاء محاولاً التغيير قليلاً بادخال لوكاس فاسكيز المتراجع كثيراً هذا الموسم، حيث لم يعد نفس اللاعب الذي لعب مع زيدان. حاول لوبيتيغي أيضاً الاعتماد على ماريانو دياز وسيبايوس من دون فائدة، خصوصاً وأن الفريق بأكمله كان خارج المنظومة، وإشراك لاعبين في الهجوم لا يعالج في الكثير من الأحيان مشكلة الدفاع خصوصاً ومرمى ريال مدريد كان مهددا بتلقي المزيد من الأهداف طوال المباراة. من "سخريات القدر" وجوائز الفيفا أن أفضل مدافعين في العالم، اي رافايل فاران وسيرجيو راموس، كانا الأسوأ بعد ساعات على تسلمهما الجائزة، ومن سخريات تلك الجائزة أيضاً أن راموس في الموسم الماضي لم يكن أفضل حالاً من مباراة الأمس. من جانب آخر، فشل مدرب ريال مدريد الجديد في ثالث اختبار حقيقي له بعد الاختبار الأول أمام أتلتيكو مدريد في السوبر الأوروبي والثاني أمام اتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني والثالث أمام إشبيلية، وهو أمام اختبار رابع يوم السبت المقبل. الحل الآن هو وضع النقاط على الحروف، وإبعاد أي لاعب قد يؤثر سلباً على الفريق. على لوبيتيغي فرض نفسه حتى على قائد الفريق، فمعظم الأخطاء تأتي من القائد الأول راموس والثاني مارسيلو ومن هنا يجب أن تبدأ المحاسبة لإنقاذ الموسم باكراً. مارسيلو تعرض للاصابة ويبدو أنها قد اتت في الوقت المناسب لكي يشرك لوبيتيغي ناتشو مكانه والاعتماد على اودريزولا في الجهة المقابلة مغ غياب داني كارفخال، اضافة الى تعزيز خط الوسط بلاعب اضافي يعطي ضمانة دفاعية وقدرة على صناعة فرص حقيقية للتسجيل مع السيطرة على وسط الميدان، وذلك على حساب كريم بنزيما أم ماركو أسينسيو. لوبيتيغي أمام امتحان حقيقي اليوم، فجرس الإنذار قد قُرع في مدريد بعد الآداء الكارثي للفريق وفشل خطط المدرب من التشكيلة الى طريقة اللعب ومن بعدها التبديلات، وبالتالي هو أمام أصعب الاختبارات باثبات النفس ومعالجة مشكلة الدفاع بأسرع وقت ممكن لأن جمهور ريال مدريد لا يريد أبداً العودة الى أيام زين الدين زيدان في الموسم الماضي.