يعيش نادي الوداد البيضاوي، مراحل عصيبة، مع انطلاقة الموسم الكروي الحالي، حيث عكست النتائج المحققة خلال شتنبر الجاري مرآة فريق "أحمر" انخدع بقوته ولم يقدر على السير في النسق نفسه الذي أظهره خلال مرحلة "الميركاتو" الصيفي، مما أنذر معه بحصد الأخضر واليابس محليا، إقليميا وقاريا. بعد أن ضرب الوداد بقوة في سوق الانتقالات الصيفية، بانتداب أجود اللاعبين على المستوى المحلي كما القاري، وما رافق ذلك من أرقام ضخمة في حجم التعاقدات، قياسا بباقي الأندية المحلية، انتظرت الجماهير "الحمراء" تجسيد ذلك على أرض الواقع، خاصة على مستوى كأس عصبة الأبطال الإفريقية، الذي نجح الفريق في بلوغ مراحله النهائية، قبل أن يفشل عند محطة دور ربع نهائي أمام وفاق سطيف الجزائري، ليتنازل حامل اللقب عن تاجه الإفريقي الذي حازه السنة الماضية. الإقصاء من "العصبة"، شكل صدمة بالنسبة لمناصري الوداد، الذين كانوا يمنون النفس في نجمة قارية ثالثة ترصع قميص "الأحمر"، اعتبارا للتركيبة البشرية التي يتوفر عليها الفريق والتي يمني أي مدرب بامتلاكها، هذا المعطى الذي لم يستثمره الإطار المغربي عبد الهادي السكيتيوي، حيث فشل الأخير في المهام التي أنيطت به بعد رحيل التونسي فوزي البنزرتي للإشراف على المنتخب التونسي. شخصية المدرب القادر على خلق "روح" المجموعة وتدويب الفرديات في القالب الجماعي، هي التي كان الوداد يحتاجها، مع انطلاقة الموسم، فكان لرحيل البنزرتي إلا أن يرخي بظلاله على انطلاقة موسم الفريق "الأحمر"، علما أن الأخير كان المشرف الأول على انتدابات "الميركاتو" والمعسكر الإعدادي لما قبل بداية الموسم، كما أن "كاريزما" الإطار المخضرم، تجعل منه الرجل القادر على إحاطة مستودع ملابسه بالعناية اللازمة، في ظل تنوع "أرمادا" النجوم داخله. من جانبه، يحاول الرئيس سعيد الناصيري، ترميم البيت في أسرع وقت، مخافة انهيار الحصن الذي شيده، خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يظل بين مطرقة الأموال الكبيرة التي استثمرها من أجل استمرار الوداد في مسار حصد الألقاب والنتائج الإيجابية وسندان جمهور "متطلب" لا يمل في بعث إشارات "التحذير" إلى أعلى هرم السلطة في مركب "بنجلون"، حيث دق ناقوس الخطر المحدق بالوداد. في انتظار الاستقرار التقني، من خلال التعاقد مع مشرف فني جديد على الفريق "الأول"، يظل التساؤل مطروحا حول مدى قدرة الوداد على تدارك "عثرات" البداية، لاسيما أن الموسم الجديد لعصبة الأبطال الإفريقية سينطلق، مبكرا، خلال دجنبر المقبل، وهو ما يتيح للفريق "الأحمر" أقل من ثلاث أشهر لمحو ما أفسده شتنبر الجاري.