يلزم القانون في كوريا الجنوبية المواطنين "الذكور " ما بين 18-35، الانخراط في الجيش لأداء الخدمة العسكرية "التجنيد الإجباري"، وقضاء 21 شهرا تقريبا في منطقة منعزلة. ويعفى من "التجنيد الإجباري"، الشباب الذين لم يكملوا المدرسة المتوسطة، والذين يعانون من مشاكل صحية و جسدية "جدية"، والرياضيون المتوجون بالميداليات الذهبية في التظاهرات العالمية والقارية، على غرار الألعاب الأولمبية، وبطولات كأس العالم، والألعاب الآسيوية. وتسلط الأضواء حاليا على واحد من أبرز نجوم كرة القدم في تاريخ كوريا الجنوبية، وأحد أفضل اللاعبين الآسيويين، سون هيونغ مين، المحترف في صفوف فريق توتنهام الإنجليزي. ترك هيونغ مين وطنه عام 2010 وانضم إلى نادي هامبورغ الألماني قبل الانتقال إلى باير ليفركوزن عام 2013، وبعد عامين حط رحاله في توتنهام، الذي تألق معه بشكل لافت في الموسمين الماضيين. ولكن توهج هيونغ مين مع فريقه الإنجليزي لا يعني الكثير بالنسبة للسلطات الكورية الجنوبية، التي ستجبره على أداء خدمته العسكرية، ما لم يحقق إنجازا رياضيا مع المنتخب الوطني. صاحب 26 عاما قد يضطر للابتعاد عن الملاعب لعامين وهو في أوج عطاءاته مجبرا وليس قناعة، ويبقى الأمل الوحيد للاعب للحصول على الإعفاء، هو التتويج بالميدالية الذهبية مع المنتخب الأولمبي الكوري لكرة القدم، الذي يشارك حاليا في الألعاب الآسيوية ال18 المقامة في إندونيسيا. كثيرون في كوريا يعتقدون بأن الحظ وسوء الطالع رافقا هيونغ مين في الفترة الماضية، فاللاعب كان سيحصل على الإعفاء من التجنيد لو شارك مع منتخب بلاده، المتوج بالميدالية الذهبية في النسخة الماضية من الألعاب الآسيوية "إنتشون 2014". غياب هيونغ مين عن تلك الألعاب لم يكن بسبب تصرف وضيع من اللاعب، وإنما لرفض ناديه آنذاك ليفركوزن السماح له بالمشاركة. وحصل هيونغ مين هذا الصيف على فرصة جديدة لنيل الإعفاء، إلا أنه لم يستغلها كما يجب، بعد فشله في قيادة "الشمشون" الكوري إلى ثمن نهائي مونديال روسيا، رغم أن الفريق حقق إنجازا تاريخيا بفوزه في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات على منتخب ألمانيا حامل اللقب. هيونغ مين الفائز بجائزة أفضل لاعب في كوريا الجنوبية 3 مرات، وبلقب أفضل لاعب آسيوي خارج القارة 3 مرات أيضا، لم تثبط إخفاقاته وانتكاساته السابقة مع منتخب بلاده من عزيمته، بل زادته إصرارا. ويشارك اللاعب حاليا في دورة الألعاب الآسيوية التي تنظمها إندونيسيا، وتعتبر هذه البطولة الملاذ الأخير والملجأ الوحيد لإنقاذ مسيرته الاحترافية من الضياع. وبات اللاعب المجتهد على بعد خطوة واحدة من تحقيق مبتغاه، بعدما حجز منتخب كوريا الأولمبي بطاقة العبور إلى نهائي مسابقة كرة القدم في ألعاب آسيا 2018، عقب فوزه أمس على فيتنام في نصف النهائي، بثلاثة أهداف لهدف. يشعر هيونغ مين الآن بأن التجنيد أقرب إليه من حبل الوريد، وسيبذل قصارى جهده لقيادة منتخب بلاده للفوز على نظيره الياباني في المبارة النهائية، للتتويج بالمعدن النفيس في أسياد 2018، ولإنقاذ مسيرته ومستقبله الكروي، لاسيما وأنه لم تعد لديه فرص أخرى أومجال للإعفاء من الخدمة العسكرية، والتي يجب أن يلتحق بها قبل بلوغه الثامنة والعشرين من عمره0