عاشت ألعاب القوى المغربية على إيقاع أمسية سحرية (أمس) قدم خلالها العداؤون المغاربة أداء من المستوى العالي، ضمن فعاليات اليوم الثامن برسم فعاليات النسخة ال18 لألعاب البحر الأبيض المنظمة بتاراغونا باسبانيا من 22 يونيو إلى 1 يوليوز. وأمتع العداؤون المغاربة جميع المتتبعين، من خلال المستوى التقني الكبير الذي ظهروا به، استحقوا عليه تحية الجمهور الحاضر بملعب كومبلار ألتليتيك. وانطلقت أمسية العدائين المغاربة مع رباب العرافي البالغة من العمر 27 عاما التي كانت في مستوى الآمال التي عقدت عليها كأبرز المرشحات لاحراز الميدالية الذهبية في مسابقة 800 متر، هو ما تأتى لها بعد احتلالها للمركز الأول بزمن قدره 2د و01ث و01/100. وأعربت العرافي التي تقدمت على مواطنتها مليكة عقاوي (2د و01ث و50/100)، والفرنسية سينتيا أنيس (2د 02ث 33/100)، في تصريح صحفي بعد السباق عن سعادتها بالأداء الذي قدمته بتاراغونا وتشريفها للمغرب من خلال الفوز بالميدالية الذهبية. وأضافت بطلة الألعاب الفرنكوفونية 2013 بنيس و2017 بأبيدجان، أنها "تتمنى الفوز بميدالية ثانية في مسابقة 1500 متر. وكانت البطلة المغربية، التي سجلت سادس أفضل توقيت في السنة في سباق 1500م يوم 26 ماي الماضي بملتقى يودجين ( الولاياتالمتحدة) ضمن مسابقة العصبة الماسية، مع الموعد لتحقيق أمنيتها في مسابقة 1500 م وأحرزت الميدالية الذهبية بعد أن قطعت مسافة السباق في زمن قدره 4 د و 12 ث و 83 /100 ، فيما سجلت مواطنها العقاوي توقيت 4 د و 13 ث و 31 /100. وأعربت العداءة رباب العرافي عن سعادتها بالتتويج وإضافة لقب آخر إلى سجلها بعد أن منحت أول أمس المغرب ميدالية ذهبية في مسابقة 800 م، مشيرة إلى أن هذا الانجاز لم يكن محظ صدفة بل جاء بعد مجهود جبار وعمل جاد. وبعد مرور دقائق قليلة على تتويج رباب العرافي، جاء الدور على ابراهيم الكعزوزي الذي ساهم في استمرار الأجواء الرائعة وسط العدائين المغاربة بفوزه بالميدالية الذهبية في مسافة 1500 متر. وقال الكعزوزي في تصريح صحفي إنه في كل مرة يشارك في سباق 1500 متر، يشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، نظرا لحجم الأساطير المغربية التي طبعت تاريخ هذه المسافة، مشيرا أن هذا الفوز هو نتيجة لعمل كبير. وأنهى الكعزوزي مسافة السباق في زمن 3د و37ث و14/100، متبوعا بالتونسي بد السلام عيوني (3د 37ث 35/100)، فيما احتل المغربي الآخر فؤاد الكعام المركز الثالث بتوقيت 3د 37ث 78/100. من جهتها أبت كوثر فركوسي إلا أن تهدي الميدالية الذهبية السادسة للمغرب بعد سيطرتها على سباق 5000 متر محققة زمنا قدره 15د 52ث 33/100، متقدمة على البرتغالية ايناس مونتيريو (15د 54ث 78/100)، الاسبانية لوزانو ديل كامبو (16د 00ث 17/100. وقالت فركوسي إن السباق كان سريعا وتكتيكيا، وحاولت منذ البداية إلى النهاية احترام تعليمات مدربها من أجل الفوز بإحدى الميداليات، معبرة عن سعادتها باحراز المعدن النفيس. ولم يقف الانجاز المغربي عند هذا الحد وأضاف العداء المغربي محمد رضا العربي، أمس السبت، الميدالية الذهبية لسباق نصف الماراطون إلى سجل المغرب في هذه المنافسات. وتمكن العربي من احتلال المركز الأول، بعد قطعه مسافة السباق، البالغة طوله 097ر21 كلم، في زمن قدره 1 س و 04 د و 03 ث، متقدما على الإيطالي إيوب غيبريويت فانييل (1 س و 04 د و 07 ث)، والتركي كعام كيغن أوزبيلن (1 س و 04 د و 19 ث). وبعيدا عن مضمار ألعاب القوى، كانت الكرة الحديدية المغربية حاضرة أيضا، بفضل الميدالية البرونزية التي فاز بها عبد الصمد المنقاري. ونال المنقاري بطل العالم سنة 2008 بذكار الميدالية البرونزية بعد فوزه على الايطالي أليسيو كوسيولو (46-23). وفي رياضة كرة المضرب توج لمين وهاب، المصنف أول على الصعيد الوطني مساره الرائع في هذه الألعاب، مانحا الذهب للمغرب. ولم يجد وهاب أدنى صعوبة في الفوز على منافسه لوكاس كاترينا من موناكو بجولتين للاشيء 6-2 و 6-3، في المباراة النهائية التي جرت أمس السبت. وفي أعقاب هذه المباراة عبر وهاب عن سعادته بالفوزه بالميدالية الذهبية في أول مشاركة له في هذه الألعاب، مشيرا إلى أن هذا الانتصار سيمنحه دفعة معنوية قوية لاتمام بقية الموسم بثقة كبيرة. ومن جانبه، قال الناخب الوطني المهدي الطاهري، آخر مغربي صعد على منصة التتويج ضمن الألعاب المتوسطية (2001 في تونس)، إنه راض عن المستوى الذي ظهر به لمين وهاب طيلة المنافسات ، مشيرا إلى أنه نجح في مجاراة كل مباراة على حدة، حسب ظروفها، وتمكن من تجاوز كل الصعوبات (المناخية) من أجل انتزاع هذه الميدالية الذهبية الغالية. ومن أصل 113 رياضيا يمثلون المغرب في هذه المسابقة الرياضية التي ستتواصل إلى غاية فاتح يوليوز المقبل، استحوذت ألعاب القوى على حصة الأسد بمشاركة 23 لاعبا تليها كرة القدم (18) والجيدو (10) والتيكواندو (8) والكراطي (7) والملاكمة (7) والمصارعة والغولف والفروسية (5) والكرة الطائرة الشاطئية (4) والسباحة والدراجة والكرة الحديدية (3) ورفع الأثقال والتنس والرماية (2) والمسايفة والجمباز (1). وتعد الألعاب المتوسطية منافسة متعددة الرياضات، تنظم في إطار الحركية الأولمبية، باعتراف اللجنة الأولمبية الدولية.