إذا كانت النقاط تحصد في كأس العالم، بناء على الأسلوب الفني الرائع والإبداع الكروي، لضمنت بيرو التأهل بسهولة إلى دور الستة عشر. ورغم أن مشاركة بيرو، في كأس العالم، لأول مرة في 36 عاما، انتهت بالخروج من دور المجموعات، فإن المنتخب، القادم من أمريكا الجنوبية، ترك انطباعا إيجابيا، سيدوم طويلا، بسبب عروضه الممتعة وحضور مشجعيه المتحمسين خلفه في كل الملاعب. وحتى أوجه هاريدي، مدرب الدنمارك، الذي تأهل فريقه مع فرنسا إلى دور الستة عشر من المجموعة على حساب بيرو، قال إنه كان محظوظا بعض الشيء، في بلوغ الدور الثاني. وقال هاريدي، بعد التعادل بدون أهداف في لقاء ممل، أمام فرنسا أمس الثلاثاء "الفريق الذي حصد 3 نقاط، وهو بيرو لعب أفضل كرة قدم". لكن هذه الكلمات ربما تزيد فقط من إحباط بيرو بعد الخروج. وسيطرت بيرو على مباراتها الأولى أمام الدنمارك، لكنها خسرت 0-1 بعدما أهدرت ركلة جزاء في الشوط الأول، ووصل الأمر إلى أنها تفوقت لفترات طويلة على فرنسا في الجولة الثانية، قبل أن تخسر بالنتيجة ذاتها. وفي المباراة الثالثة، وبعد تأكد الخروج وغياب الضغوط فازت بيرو 2-0 على أستراليا، أمس الثلاثاء، في سوتشي. والشيء الإيجابي في أداء بيرو، أنها واجهت المنافسين الأقوياء بدنيا بنفس القوة، وتقدمت إلى الهجوم بشكل جريء، دون النظر إلى الافتقار للخبرة. وعلى عكس باقي منتخبات أمريكا الجنوبية في كأس العالم، لا تملك بيرو، لاعبين من أصحاب المستوى الرفيع، ولا يوجد سوى لاعب واحد في التشكيلة المكونة من 23 لاعبا، يرتبط بفريق في واحدة من بطولات الدوري التي يطلق عليها الخمس الكبرى، إذ يلعب أندريه كاريو في واتفورد. لكن بيرو اعتادت أن تقدم لاعبين من أصحاب المواهب الهائلة، ولديها تقليد شهير يتعلق "بالتعامل المميز مع الكرة"، وهو الأمر الذي وضعه أيضا المدرب الأرجنتيني ريكاردو جاريكا، وأصر على احترام إرث الفريق. ولم يحدد جاريكا، الذي أدى عملا مذهلا في بناء ثقة لاعبي بيرو، بعد سنوات من الفشل، إذا كان سيستمر، لكن شعور اللاعبين كان واضحا. وقال باولو جيريرو قائد بيرو "يمكنني أن أتحدث نيابة عن المجموعة كلها، عندما أقول إنه سيكون من الرائع مواصلة العمل معه. بيرو كلها تطلب منه البقاء".