الْتقطت عدسات الكاميرا واحدة من أكثر الصور استفزازا للجماهير المغربية والمتعاطفين مع المنتخب الوطني المغربي، عندما انتشر شريط فيديو لتداريب "الأسود" استعدادا لمواجهة "ثيران" إسبانيا، يظهر فيه الدولي المغربي، فيصل فجر، منهمكا في استعمال هاتفه المحمول، أثناء الحصة التدريبية للمنتخب. وفي الوقت الذي لم تكلّف فيه الجامعة الملكية المغربية عناء توضيح حيثيات الصورة المنتشرة، والتي جرّت على المنتخب المغربي ودور الطاقم التقني، سيلا من الانتقادات، و الإجابة على استفسارات الجماهير المغربية، خرج الفرنسي دافيد دوشي، المعد البدني وعضو الطاقم التقني للمنتخب الوطني المغربي، بتدوينة شرح فيها أن الصورة تم تجريدها من سياقها، وأن فيصل فجر استعمل هاتفه أثناء التداريب بموافقة الناخب الوطني، هيرفي رونار. وجاء في تغريدة دافيد دوشي، بخصوص الموضوع، أن "فيصل فجر استعمل هاتفه بموافقة هيرفي رونار، لإجراء التسخينات باستخدام الموسيقى لمدة أربع دقائق.. كما كنا نفعل في زامبيا والكوت ديفوار"، وهو نفس النص الذي اكتفت دنيا لحرش، المسؤولة عن التواصل داخل المنتخب، بإرساله عبر "واتساب" لبعض الصحافيين، عوض وضعه على شكل بيان في بوابة الجامعة، لتنوير الرأي العام بشكل مباشر. واعتاد فيصل فجر، رفقة المنتخب الوطني المغربي، على إجراء التسخينات على إيقاعات الموسيقى، وهو ما ظهر في شريط الفيديو المذكور، إلا أن الجماهير المغربية لم تستسغ هذا التصرف قبل أقل من 24 ساعة عن موعد المباراة أمام إسبانيا، والتي ينتظرها المغاربة لحفظ شرف الكرة الوطنية، بعد خروج صاغر من "المونديال" بصفر نقطة من جولتين أمام إيران والبرتغال. ومن المفترض أن يكون الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، حسب تعليقات أنصار "الأسود"، أكثر صرامةً ولو في تعامله مع مثل هاته التفاصيل الصغيرة، والالتزام أكثر بتقديس تداريب المنتخب المغربي، حتى في فترة التسخينات، احتراما لانتظارات الشعب المغربي. وتأتي هاته الضجّة أياما فقط بعد كشف "هسبورت" عن أن مصطفى حجي، مساعد المدرب هيرفي رونار، كان المقصود من التصريحات النارية لمهدي بنعطية، عقب نهاية المباراة التي جمعت، يوم الأربعاء، الفريق الوطني المغربي بنظيره البرتغالي، لحساب الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية ضمن كأس العالم 2018. وأضافت مصادر "هسبورت" أن الأيام القليلة التي تلت الهزيمة أمام المنتخب الإيراني عرفت خطابا قويا من مصطفى حجي للاعبين والمهدي بنعطية، من أجل حثّهم على بذل جهد أكبر داخل الملعب، ودفعهم إلى التفاني أكثر في سبيل القميص الوطني والبحث عن الانتصارات. وتضمّن الخطاب "الصريح" لحجي إلى القائد وبقية اللاعبين ضرورة التركيز أكثر على أجواء المباريات والابتعاد شيئا ما عن الارتباط المبالغ فيه بالعائلة والهواتف الذكية، وإيلاء أهمية أكبر للمباريات التي تدخل ضمن منافسة عالمية يشارك فيها المنتخب للمرة الخامسة فقط في تاريخه، وبعد غياب ل20 سنة.