خَطف الأضواء من أفضل لاعب في العالم، في أمسية سطا فيه "الأسود" على احترام العالم أمام بطل أوروبا.. لم يتردّد لوهلة في الدفاع عن قميص المنتخب الذي اعتبره مهمة وطنية، أمام الرعب الذي ساد بعد سقطته في مباراة إيران وما تلاها من نتائج أبانت عن معاناته من ارتجاج خفيف في الدماغ، كل ذلك كان بالنسبة إليه تفاصيل لن تؤثّر أبدًا في مشاركته ملحمة "الأسود" في موسكو". هو نور الدين أمرابط، الوطنية في جسد وروح، الذي عانى في الفترة بعد إصابته في مباراة إيران، الجمعة الماضي، لم يعر أدنى اهتمام للخطر الذي كان يتربّص به جراء تأثّر مخه بسقطة يوم العيد، أبى إلا أن يواصل المغامرة مع منتخب بلاده، فأصر على المشاركة في المباراة أمام البرتغال، شريطة الاهتمام بوالدته وأبنائه، في حال لحق به مكروه.. كيف لا وهو الذي ألح على مواصلته اللعب بعد إصابته في مباراة إيران، ثواني فقط بعد استعادته وعيه. قاد ملحمةً بكل ما تحمله الكلمة من معنى في مباراة الأمس، وشرح للعالم أصل تسمية المنتخب المغربي ب"الأسود"، كشّر عن أنيابه، وجال الملعب طولًا وعرضًا، زأر وأرعب، أزعج أبطال أوروبا طيلة التسعين دقيقة، شاكس وكأنه ملك الملعب، كيف لا ومع كل انطلاقاته، اقتحاماته، وتحرّكاته، تجد لاعبين على الأقل مكلفين بحراسته، في وقت كان العالم يفكّر كم لاعبا سيكلفه رونار بمراقبة كريستيانو رونالدو.. كان متخلصا من الضغط طيلة أطوار المواجهة، كما تخلّص من واقي الرأس الذي ضايقه في القيام بمهمته في الدفاع عن قميص المغرب على أحسن وجه، فهو لم يرض يوما بادخار أدنى جهد وهو لاعب ل"لأسود"، درجة أن الناقمين الغاضبين من المغاربة أمس، بعد الإقصاء من الدور الأول من "المونديال"، أجمعوا على أن نور الدين، كان الأكثر شراسةً وقتالية في المباراة أمام المنتخب البرتغالي. وإذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منح "الدون" رجل المباراة، رغم أنه ظل معزولا طيلة أطوار المواجهة مذهولا من قوة أمرابط ورفاقه، اللهم في اللقطة التي خطف فيها البرتغال الهدف من رئسية رونالدو في الدقائق الأولى من المباراة، فإن العالم قد نوّه بأمرابط متوّجا إياه رجل المنتخب المغربي الأول، و"الأسد" الذي طبع مشاركة المغرب في "مونديال" روسيا، كالأثر الذي تركته براثنه على ظهر رافاييل جيريرو!